ناقش أعضاء مجموعة ” إعلاميو الشرقية ” واقع المسؤولية الاجتماعية على مستوى الأفراد والمؤسسات غير الربحية والقطاع الخاص، وذلك ضمن سلسلة المناقشات الأسبوعية

وعرّف الإعلامي محمد الغامدي المسؤولية الاجتماعية بأنه العمل الذي يقوم به جماعة أو أفراد بغرض خدمة المجتمع بالوقت والمال “تطوع” بدون مقابل للارتقاء بالمتجمع وتثقيفه ودعمه بما ينفعه.

وقال الإعلامي فهد الحشام : أن المسؤولية الاجتماعية برامج تستهدف المجتمع للارتقاء بمستوى وعيه وثقافته، ولا يستثنى أن تقوم بهذه البرامج القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية وإنما كل فئة من المجتمع يهمها الارتقاء بأفراد المجتمع .

وقال أيضًا: أعتقد أن المسؤولية الاجتماعية بعد اقرارها من قبل الدولة بالقطاعات الحكومية أصبحت ذات معايير وضوابط، خلاف العمل التطوعي الذي غالباً يقوم على الاجتهاد، رغم وجود فرق تطوعية نموذجية بعضها يتفوق على إدارات المسؤولية الاجتماعية ببعض القطاعات المعنية.

وأضف الحشام: للأسف يغلب على المسؤولية الاجتماعية العمل الفردي وبشكل أدق العمل الديكتاتوري، رغم الكم الكبير من التنظير، نادراً مانجد عمل يخلو من العشوائية، كم أنه لا يخلو أي عمل من التضادات، ففي الوقت الذي نجد البعض يكرس وقته للمسؤولية الاجتماعية لوجه الله ، نجد في المقابل كثير ممن شوهوا سمعة هذا الجانب بعد استخدامهم رداء العمل التطوعي لتمرير أهداف شخصية بعضها مالية والبعض الآخر نترفع عن ذكرها !!

وذكر الإعلامي سلطان الدوسري أن المسؤولية المجتمعية أمر يحقق التوازن الثقافي والاقتصادي والبيئي للمجتمع ويعزز من العمل الخيري والإنساني وتطوير الذات، وأن العمل التطوعي جزء من المسؤولية الاجتماعية، وقال أيضًا: العمل التطوعي هو عمل ثقافي شخصي، أما المسؤولية الاجتماعية تشمل مسؤولية الجهات والمؤسسات ودعمها وطرح المبادرات الرسمية لتطوير وتثقيف العمل التطوعي الفردي.
وتعجّب الدوسري لدينا مجلس للمسؤولية الاجتماعية بالمنطقة إلى الآن أنا لا أعلم ما دوره الأساسي لنا كأفراد !!، وبالنسبة لدور القطاع الخاص قال: إن كان العمل عمل تطوعياً خيرياً حتى أو كان تسويقياً للشركة صاحبة المبادرة فلا مانع من ذلك واعتبرها تحفيزياً للشركات الأخرى فالمنافسات الخيرية أفضل من غيرها.

وقالت الإعلامية بدرية الجبر أن المسؤولية المجتمعية أو الاجتماعية مسمى تدخل فيه الجهات الحكومية والأهلية والفرق التطوعية بينما التطوع هو مبادرة قد تكون فردية وهي أحد أدوات المسؤولية الإجتماعية، وأسهبت الجبر قائلة: يفترض أنه عمل مؤسسي أحد ادواته الفرد، لكن ما أراه حالياً مع بعض المؤسسات أنها لا تقوم بأدوارها المجتمعية تجاه المجتمع أو قد تستخدم العمل التطوعي والخيري لخدمة مؤوسستها من حيث الدعاية والإعلان والتسويق تحت ستار التطوع والخدمه التي تعود عليها بشكل خاص إن كانت ربحية أودعائية.
وطالبت الجبر باستحداث وزارة خاصة تعني بالمسؤولية والعمل التطوعي حيث قالت: يفترض أن تلملمها وزارة خاصة وتعني بهذا الزخم البشري الذي يشكل مورد ضخم لتنمية الدولة ولا بد أن يكون هذا الأمر من أهداف الرؤية لمستقبل التطوير القادم، وجعلها ضمن أساليب التربية للطفل لتنمو الخدمه الاجتماعية معه ولصناعة القدوة له، ولتثقيف المجتمع حيث أن التطوع أسلوب حياة .

كما ذكر الإعلامي علي القحطاني أن المسؤولية الاجتماعية شيء كامن في داخل كل إنسان يظهر لأجل خدمة المجتمع ويحتاج إظهاره إلى تكوين وبناء وتعاون بين مجموعة من الأفراد لخدمة مجتمعهم، وأضاف : لا ندخل في النوايا لكن ما نشاهده حاليا هو للأسف عمل دعائي وتسويقي للقطاع الخاص الهدف منه هو زيادة المبيعات وهو بكل تأكيد أسهل لهم وأوفر مادياً من عمل دعايات وإعلانات في وسائل الإعلام وأيسر وصولًا للمستهلك.

الإعلامي أحمد العوفي عرّف المسؤولية الإجتماعية بأنها حقوق المجتمع على الأفراد و المؤسسات، وأكد بأن التطوع جزء من المسؤولية المجتمعية.

ووصفت الإعلامية نوف العايد المسؤولية الإجتماعية بمثابه الهوية الوطنية التي يحملها الجميع من الفرد والمسؤول والمؤسسة، ويساهم الجميع بالحفاظ عليها بإبراز أهميتها والعمل على نشر أهدافها. وأضافت العايد: المسؤولية الاجتماعية مبدأ تعليمي وثقافي يجب أن نحرص على زرعه في البيت والمدرسة قبل الشارع.

ويرى الإعلامي عبدالرحمن الرياني أن التطوع هو عمل يقوم به الفرد للنهوض بالمجتمع وقد يندرج ذلك تحت العمل المؤسساتي، بينما المسؤولية المجتمعية هي ما يقوم به الفرد أو المؤسسة انطلاقا من واجبها لخدمة المجتمع، وكتقديم خدمات مجانية لأفراد المجتمع من باب المسؤولي. وكمثال للتوضيح العمل التطوعي يخدم فيه الفرد مجتمعه تطوعا بينما يأتي دور المشاهير مثلا لتقديم خدمات للمجتمع من باب المسؤولية المجتمعية، والمشاهير مثلاً سواء كانو لاعبين أو فنانين يعتبر دورهم مؤثر جداً وهم أكثر قدرة على إقناع الفرد وعلى الإسهام في خدمة المجتمع.

وعرّف الرياني المسؤولية الاجتماعية بأنه عمل مؤسساتي منظم، وقال: قد تجد أفراد لهم إسهامات أكبر من إسهامات المؤسسات، ومن يملك النجاح الأكثر مصطلح مرن ويحتمل اجابات كثيره ولكن الأكثر وصولا للهدف المحدد هو الأكثر نجاحاً.

وأضاف: هناك مثل شعبي دارج ( حج وبيع مسابح ) وهكذا القطاع الخاص يبحث عن الربح دائما بغض النظر عن الإسهامات التي يقدمها ولو جئنا للواجب فالواجب على كل الشركات والمؤسسات التي تستفيد من المواطن ( ربحيا ) تقديم أعمال ( غير ربحية ) لخدمة المجتمع وهذا عمل مفروض وليس للظهور الإعلامي أو
الاستعراض والأمثلة كثيرة.

وقالت الإعلامية هدى الغامدي أن هناك قطاعات خاصة هدفها تبنّي القيم الإنسانية بغض النظر عن الشهرة والدعاية، وأضافت: لا أرى أي مانع في أن تقوم جهة خاصة بتبني عمل إنساني ضخم وفي نفس الوقت يكون هدفها الشهرة، إذ بالشهرة قد يأتيها تمويل أو تبرعات مما يساعدها على التوسع في أعمالها الإنسانية الأخرى. واستطردت في حديثها قائلة: تبدأ طرق التوعية من المنزل بأن يعي الوالدين أهمية العمل التطوعي وتعزيزه لدى أبنائهم ومن ثَم يأتي دور المدرسة المكمل لدور الأسرة، ولابد أن تدرك المؤسسات أن دورها في المسؤلية الاجتماعية دوراً إلزامياً تكميليا وليس رفاهية.

وفي ذات السياق قال الإعلامي عبدالله الشمري :
أصبحت المسؤولية الاجتماعية لاترتقي للمعنى التي وضعت له، بل تجدها وكأن القائمين عليها أجبِروا على أن يسلكوا هذا المسار بأعمالهم فقط للمراوغة في التسويق لمنشآتهم متخفين تحت غطاء المسؤولية الاجتماعية. وأضاف: في الوقت الراهن لم أعد اشاهد تطوعًا بل تنظيم لتقاضيهم الأجور على تطوعهم المزعوم، والمسؤولية الاجتماعية لا تختلف عنها فقد أصبحت تبحث عن جهات راعية بحجة المسؤولية الاجتماعية وتستفيد من الدعم المقدم، علمًا أن التطوع هو التطوع لوجه الله في خدمة المجتمع والمسؤولية الاجتماعية هي تخصيص من ميزانية أي منشأة لتقديم خدمة للمجتمع، كما أرى أن المسؤولية الاجتماعية الفردية هي الأنجح وهي المثمرة لما يقبل البعض عليها من نية صافية في خدمة المجتمع عكساً عن المؤسسات التي أجبرت على المشاركة بالمسؤولية الاجتماعية

ويرى الإعلامي عبدالعزيز بوهميل أن المسؤلية الاجتماعية مصطلح عام جزء منها العمل التطوعي، تشمل العمل الفردي والجماعي، وقال: من الأفضل أن تكون عمل جماعي ممنهج، بعض المؤسسات تخدم المسؤلية الاجتماعية ، وبعضها مع الأسف تستخدم المسؤلية الاجتماعية

ويعتقد الإعلامي عبدالعزيز إبراهيم أن الأعمال التي تندرج تحتها المسئولية الاجتماعية مشتتة ومركزة على أجزاء وإهمال أجزاء أخرى، ولتخطي هذه المعضلة لابد من وجود منصة ثابتة تشتمل وتحتوي على جميع الأعمال التي تدخل تحت المسئولية الاجتماعية ليسهل الاختيار منها والتنويع وتغطية كافة الأعمال. وقال أيضًا: اذا استمر العمل التطوعي هكذا سيشهد عزوف للمنتسبين له، فلا بد من ربطه بنقاط وشهادات تدخل بالمفاضلة في التسجيل للجامعات أو التقدم للوظائف أو بالعلاوة تمنح من جهات ذات اختصاص.
وطالب الإبراهيم بإيجاد منصة لأعمال المسئولية الاجتماعية، وتشجيع الاعمال التطوعية واعطائها أهمية أكثر

وأكدت الإعلامية أحلام القحطاني على أن المسؤولية الاجتماعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالمجتمع ككل، وهي ليست مقصورة على فئة معينة، و نجاحها يكون عندما تتحقق عوامل التنسيق والتنظيم التي تظهر العمل بالشكل المطلوب دون إغفال أي جانب منه سواء كان العمل فردي أو مؤسسي.
وفيما يخص المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص قالت: أزدوجت الرؤيا فلم نعد نفرق بين هذا وذاك، لكن هناك قطاعات خاصة كبيرة وسباقة في هذا المجال مما يجعلها لا تحتاج أصلاً لدعاية من أي نوع ، وهناك أخرى ترى أن قيمها الإنسانية مصدر آخر لزيادة الدخل وتوسع النشاط، وفي منتهى المطاف قد تفيد كل هذه الأعمال المجتمع بشكل أو بآخر بغض النظر عن نية الجهة. وعددت القحطاني بعض النقاط التي تطور من العمل التطوعي حيث قالت: اختيار الفئة المشاركة في العمل بعناية، فهناك فئات لا تعرف كيف تتعامل مع الآخرين فكيف تريدها أن تقوم بعمل تطوعي أو تظهر قيمة إنسانية بالشكل الصحيح ، أيضًا خلق بيئة عمل تنطلق من خلالها إبداعات كل فرد، كما بجب أن تُدمج هذا الثقافة وأن يتجرعها الطلاب في مناهجهم كي ننشئ جيلًا يعي ما هية المسؤولية المجتمعية منذ الصغر ، وقبل ذلك أن يفهم الأساتذة أسسها الصحيحة كي تصل المعلومة للجميع بالشكل المطلوب.