قالت سيمون دي بوفوار في كتابها ” الجنس الآخر ” : أن الحب لا يرتبط بجمال الشكل الذي ربما يُخفي وراءه روحاً منفّرة تخدع من يقع في حبها، إلى حين اكتشاف بشاعتها وسوء عشرتها.

وتُصدم مَن كانت تبحث عن شاب وسيم أبهرها جماله، واتضح لها أن اختيارها لهذه الكماليات كان خاطئاً، وليس دافعاً صحيحاً لبناء علاقتها به.

” الجمال وحده لا يبني العلاقة والحب الحقيقي ”

حول هذا الأمر، أوضح استشاري الصحة النفسية الدكتور عبد الفتاح الأحمد أنه، وبحسب التحليل النفسي، لا يمكن لجمال الشكل فقط أن يبني علاقة حب حقيقية بين الطرفين. وقد يكون جمال الشاب مدخلاً أو بطاقة للتعارف مثله مثل الابتسامة، أو النظرة الأولى، أو الاهتمام، ولكنه ليس العامل الأساس للحب، فالحب لا يحتاج لأي مسوِّق.

وذلك ما أثبتته الدراسات العربية والغربية، بعدم إمكانية اعتماد عامل الجمال الخارجي كمقياس للحب الحقيقي، لما يحمل في طيّاته من خداع واصطناع؛ فالحب الحقيقي داخلي وينبع من حب الروح.

ورأى الأحمد أن عماد العلاقة الزوجية الأصيلة هو الحب غير المقيّد بعوامل أخرى، وأي فتاة بحثت عن الجمال في شريك مستقبلها فقَدَت الضعف والاستمرارية في العلاقة، جراء اعتمادها على عامل مؤقت غير دائم، ولكونها دخلت بأفكار متعلقة بأشياء خارجية لا معنى لها.

” الجمال مدخل وليس الأساس”

الجمال له دور في الإحساس ولكنه ليس الأساس، وهذا ما بيّنته لنا مسلسلاتنا وأفلامنا، من خلال أداء الممثلة لدور المرأة التي كانت على علاقة حب مع أحد الرجال، ثم جذبها الشاب الغني والجميل نتيجة تميزه بالكثير من الكماليات، إلى أن نشاهد في الختام ما حصدته من خسائر وعقوبات جراء تركها الحب والأساس والمصداقية، وركضها وراء ما لا يفيدها. فالحب يولد معنا منذ الصغر، ويكبر وينمو، إلى أن تُبنى علاقاتنا على حب حقيقي دائم ومستقر، وكم نرى كباراً في السن يعيشون حالة من العشق والهيام ببعضهما، لأن المكوّن الأساسي لنجاح حياتهما لم يكن مشروطاً بالجمال والثراء والشكل الخارجي فقط، وحبهما كان “أعمى”.