قال أخصائي في العلاقات الزوجية، إنه من الطبيعي إثر حدوث طلاقٍ أو انفصال، يتحوّل الأطفال الصغار سلاحاً ثميناً لتصفية الحسابات بين أمٍ وأب متخاصمَين، إرضاءً لأنانيتهما.

مؤكدا أن عدمُ تمتّعِهما بالوعي الكافي قد يدفع كلَّ طرف منهما إلى زرعِ كرهِ الطرف الآخر في نفس صغاره، فينمون على أفكار الحقدِ والضغينة وفي أجواء مسمَّمة لا ذنبَ لهم فيها، سوى أنّهم ولِدوا هنا في هذا الأتون المشتعل.

المشاهدة المخروقة

صحيح أنّ قوانين الحضانة التابعة لعددٍ من المحاكم الروحية تنصّ على أن تكون الحضانة مناصفةً بين الأم والأب في فترات العطلِ التي تتعدّى اليوم الواحد، على أن يكون الأولاد مع أحدِ والديهما خلال فترة المدرسة. هذا القانون يطبّقه الزوجان المنفصلان بالتراضي في العديد من الحالات. ولكنّ قرار المشاهدة والاصطحاب هذا قد يُخرَق فاتحاً الباب أمام إمكانية انتقام أحد الطرفين من الآخر واستعمال الأولاد لهذه الغاية.

فبعد وابلِ الصراعات بين هؤلاء الوالدين والذي أدّى بهما إلى الطلاق، ينتقل الصراع بعد الانفصال ليصبحَ على الأولاد، فيفرّغ كلّ واحدٍ من الأهل ما في جعبته من انتقام في حياة طفل بريء غيرِ قادر على الدفاع عن حقوقه، أو فرضِ رأيِه. والنتيجة ينمو هذا الطفل يتيمَ والد أو والدة على قيد الحياة، بينما يَخترع هذا الوالد/ة المسلوبُ حقَّ رؤيته طفلَه شتّى الأساليب، ويدقّ مختلف الأبواب ليسرق بضع ساعات برفقة فلذات كبده.