أمضى سنوات دراسته المتوسطة في صراع عنيف مع المقررات الدراسية؛ حيث كان يكرهها بشدة ولا يستطيع أن يتجاوب معها ويفهمها كرفاقه الآخرين الذي يتنبأ لهم المعلمين بالمدرسة بأن يصبحوا ذي شأنٍ عظيم وأطباء ومهندسين وعلماء كبار، بينما لم يكن يراه أحد إلا في قالب الطالب الفاشل.

قصة طالب سعودي أصبح من الأثرياء وأصحاب الشركات في المملكة كشف تفاصيلها الكاتب الصحفي محمد البلادي، مبيناً أن ذلك الشخص ظل يقاوم رغبته في الفرار بعيدًا وترك المدرسة والرحيل عن عالم ليس عالمه خضوعًا لرغبة والديه اللذان كانا هما الآخران يريدانه أن يتفوق ويصبح قامة يفتخرون بها.

على الرغم من فشله الدراسي الذي سبب له العديد من الأزمات النفسية، تمتع هذا الشخص بذكاء عضلي ولمع نجمه في الرياضة والأعمال اليدوية على عكس العديد من أقرانه الذين اختلفوا عنه في التميز الدراسي كما امتاز عنهم بالتفوق الحرفي.

قرر هذا البائس مغادرة المدرسة بعد عدة محاولات فاشلة للتأقلم معها ولم يحصل حتى على شهادة المرحلة، ولكن لم تكن تلك النهاية؛ فدائمًا ما تتشابك النهايات ببدايات جديدة؛ حيث تضافرت نهايته بالدراسة ببداية أخرى في العمل التقني الذي ولع به دومًا واحتل شغاف قلبه.

وبدأ حياته الجديدة بعيدًا عن المدرسة في المجال الذي اختاره، وتفوق به أيما تفوق ليتبدل به الحال ويصبح من الأثرياء وأصحاب الشركات الكبيرة؛ ليبرهن أن التفوق الدراسي ليس دليل ذكاء أو غباء أحدهم؛ فكلٌ له شغفه الخاص.