يحاول النظام القطري بزياراته المكوكية بين هنا وهناك؛ أن يثبت دائمًا أن قطر ذات سيادة ودولة قوية تتحكم في مصيرها؛ إلا أنه دائمًا ما يفضل النظام في أن يعكس تلك الصورة المعاكسة للواقع.

وتقع دائمًا قطر في مواقف تثبت أنها دولة ناقصة السيادة؛ حيث فتحت أبوابها أمام الجميع، وعلى رأسهم تركيا، وكان الدخول التركي إلى أرض قطر له طابع خاص ومختلف؛ حيث استطاع أردوغان أن يفرض السيطرة كاملة عليها.

وشهدت الأزمة الأخيرة بين قطر والدول العربية، تصاعد التوتر بشكل كبير؛ نظرًا لكبرياء وعناد تنظيم الحمدين الذي سمح للجيش التركي أن يسيطر على قطر بذريعة حمايتها من الأشقاء العرب.

وفيما يتعلق بالفارق بين الدولة كاملة السيادة، والناقصة، فنجد أن الأولى يقصد بها أنها الدولة التي تملك مباشرة جميع الاختصاصات النابعة من قواعد القانون الدولي العام ، فالدولة تتصرف بحرية في شؤونها الداخلية والخارجية بدون تدخل او اشراف من دولة اخرى؛ أي هي الدولة التي تتمتع بكافة حقوقها وتلتزم بكافة واجباتها الدولية ، وهي في مباشرتها لذلك لا تخضع سلطتها لأي سلطات اخرى داخلية كانت أم خارجية.

وفيما يتعلق بالدولة ناقصة السيادة فهذا يعني أنها الدول التي ليس لها كامل الحرية في ممارسة سيادتها وإنما تباشرها عنها دولة أو دول أخرى أو هيئة دولية، وينتج هذا الوضع عن ارتباط هذه الدولة بدولة أخرى أو خضوعها لها.

ويجدر الإشارة إلى أنه يوجد فارق بين الدول ناقصة السيادة وبين الأقاليم المكون اتحاد فعلي أو لدولة تعاهدية فالدولة ناقصة السيادة هي المفروض أصلاً أنها تتمتع بالشخصية الدولية والسيادة في المجالين الداخلي والدولي، ولكن طرأت على هذه الدولة بعض الظروف التي قيدت من حريتها في ممارسة بعض مظاهر هذه السيادة أو حرمتها من ممارستها كلية.

وبالتعريف السابق نجد أن قطر بالفعل دولة ناقصة السيادة، بل وتعتبر أحد المستعمرات التركية؛ حيث عكست الأزمة الأخيرة ذلك بوضوح بعد تعيين جنرال تركي يدعى طيب أورال أوغلو، نائبًا لقائد القوات المسلحة القطرية.

وفي فيديو جديد أثبت صحة أن قطر ما هي إلا دولة ناقصة السيادة، ظهر وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو في زيارة للقاعدة التركية في قطر، وهو يجلس في مكتب يوضع به صورة مصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا وكذلك طيب رجب اردوغان الرئيس التركي الحالي.

ولم يتوقف الأمر على تركيا، بينما رحبت أيضًا قطر بأمريكا على أراضيها؛ لحمايتها، ولكن يبدو أنها تواجه خطرًا بانسحاب أمريكا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي خرج بها اليوم الثلاثاء، خلال لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث قال : ” هناك دول في الشرق الأوسط لن تصمد طويلا في حال رفعت أمريكا الحماية عنها، وعليها أن تدفع ثمن ذلك ” ، في إشارة لقطر.

ورد وزير الخارجية عادل الجبير على تصريحات ترامب بأنه يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك وذلك قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي الحماية الأمريكية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها.