تنعقد القمة العربية التاسعة والعشرون هذا اليوم الأحد، في الظهران، وسط ظروف عربية بالغة التعقيد، منها ما هو تاريخي وصراع طويل كالقضية الفلسطينية، ومنها ما هو طارئ كالقضية السورية والقضية اليمنية.

قبل أن ندخل في محور هذه القضايا، نجد أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور هام في جميع ما يتعلق بعالمنا العربي بالتنسيق مع أشقائها الفاعلين في هذا المحيط، وهذا في رأيي دور يتعلق بمكانتها الهامة في المنطقة بشكل عام، ولا يجب أن نغفل أن هذا الدور السعودي يعود بكامل المنفعة على المنطقة والدول العربية بوجه الخصوص، ولا يتعلق بمصلحة لدول محددة فقط من ناحية تحقيق السلام والقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه ومنع التدخلات الخارجية في دولنا العربية.

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تبنت الدول العربية مبادرة السلام، التي طرحتها السعودية عام 2000 على أساس دولتين مع إسرائيل وتقضي بسيادة كاملة للدولة الفلسطينية على كامل الأراضي من عام ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، هذه المبادرة التي تمت صياغتها بدقة من المؤكد أنها المخرج الوحيد ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم، وما زالت السعودية – منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر – تقف بقوة ودعم سواء سياسيًا أو اقتصاديًا لكامل هذه القضية. إضافة إلى أن هذا الدعم سيعود بنتائجه الإيجابية على المنطقة والعالم أجمع، حيث سيعم السلام هذا الجزء من العالم في حال تمت الموافقة على المبادرة العربية. ونتذكر أثناء زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة مؤخرا، ذكر أن السعودية تقبل ما يقبل به الفلسطينيون، في تأكيد لموقف المملكة مع الشعب الفلسطيني ليحصل على كامل حقوقه.

من المواضيع الشائكة التي تلقي بظلالها على القمة العربية، موضوع اليمن واستيلاء العصابات الحوثية على مقدرات البلد بدعم من إيران، التي سببت الفوضى والقلاقل في عالمنا العربي، ووصل بها التبجح بالقول إنها تحتل أربع عواصم في إشارة إلى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

السعودية لم تتدخل من خلال التحالف العربي الذي تقوده في اليمن إلا بطلب من الشرعية اليمنية، التي كاد أن يقضي عليها الإجرام الحوثي، لولا توفيق الله، ثم التدخل السريع في الوقت المناسب لدحر الحوثي الذي يعيش في آخر أيامه بإذن الله، وها نحن نسمع عن سيطرة القوات الشرعية على أكثر من ٨٥ بالمائة من الأراضي اليمنية في تقدم مهم للسيطرة الكاملة على كامل الأراضي اليمنية. ولو تساءلنا ماذا حقق الحوثي خلال الفترة الماضية بدعم راعي الإرهاب الأول دولة إيران؟ نجد أنه نشر الفوضى والأمراض والفقر والمجاعة والقتل والتشريد في هذا البلد المسالم، خلاف ما يطلقه من صواريخ على مدن السعودية لا تفرق بين مدني أو عسكري؛ بهدف تحقيق أي مكسب معنوي يرفع من معنويات أنصاره المنهارة برغم أن هذه الصواريخ يتم التصدي لها من قبل أبطال الدفاع الجوي السعوديين، ولا تحقق هدفها الدنيء في قتل الأبرياء. ويجب التأكيد على أن السعودية لا تريد الاستمرار في هذه الحرب، ولم تطلبها، ولكنها فرضت عليها، وأكدت مرارًا على تحقيق السلام وفق مرجعيات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية، ولكن العصابات الحوثية ترفض ذلك.

من المؤكد أن القمة العربية مليئة بالكثير من القضايا الساخنة، ولكن كلنا أمل في حكمة وحنكة الزعماء العرب؛ ليخرجوا لنا بقرارات هامة، تثلج صدورنا، وتمنع التدخلات في عالمنا العربي، فنحن نريد حلًا عربيًا خالصًا.