فراشةٌ تطير على الحروف، على الحصير، عبر الكلمات، عبر الأثير، تبعثر أشواق السنين، مذ فقدت ذاك الحبيب، عاشت في اسرجة الحنين،تغرد في كل حين، ببقايا الأنين وبالجروح النازفات على طعنة السكين.
أيتها الليالي الموجعات أما كفاك العذابات والسنين الغابرات، من أبصر الحزن في الشريان؟ من يعيد تلك اللحاظ وتلك اللحظات؟
من يسمع القصيدة الشامخة؟ ومن يكتب الحروف الباهرة؟
ومن يرسم اللوحة المعتقة؟ من أتقن الفرار لماذا يقف في آخر المشوار؟ ولماذا يبحث في الأحوال ويسل عن الحال؟ ولماذا يراهن على الأسفار؟ وماذا يطلب في لحظة الذهول ؟
ألا يدمن الانحسار أو الفرار أو الهزيمة أو الاحتضار!
مشاعرٌ من نار غابت واندثرت في محطات الانتظار!
كارثةٌ أن يكون الجهل، وعشق القباحة وتهميش الجمال، والسعي وراء المال وبقايا الطعام والرقص على الأوتار قضية الآنام!
مابين الشفاه حديث لظى واحتضار، ومحاولات بائسة للفرار.
أيها المر مُر من هنا ، على من غدا وبان، وعلى من باع واشترى وخبره أنّ على النوى جحيمٌ ولظى، فماذا يمكن أن تكتب الأقلام والمداد والأحبار؟
يامخرجات الروح والأسى هل لك ببعض اللقاء!
هل لك ببعض النقاء؟ هل لك ولك  ولك ياطاقةٌ مهدورةٌ بين الآنام، بين الغمام، يا أوقاتٌ مبتورة ، وأوقاتٌ مجهولة أهذا سؤال أم هذا جواب؟
من يخبر الوالي والقاصي والداني عن حالها وعن حالي؟
ومن يكتب ومن يرسم ومن يخيط ومن يلبس؟
ومن يبلغ الآنام أنّ القلم مرسول السلام، فسلام على من يقرأنا ومن يكتبنا، سلامٌ على من يكرهنا وعلى من يعشقنا، سلامٌ على من جاء وراح، سلامٌ على من صدق وكذب وتولى، سلامٌ على من أعطى وبخل واستغنى، سلامٌ على من قص القصص فأضحك وأبكى، سلامٌ على الغادي والرائح، سلامٌ على الأطيار والأزهار والروائح، سلامٌ على كل ماينبض فينا، سلامٌ على من باعنا وعلى من يشترينا، سلامٌ على مايسعدنا وعلى مايشجينا، سلامٌ على من يتبعنا ويقتفي بنا، سلامٌ على من يعبث في أمانينا، سلامٌ على يكذب على حاضرنا ويبصق على ماضينا، سلامٌ لمن قتلنا بالأمس واليوم عاد ليحيينا، سلامٌ على من يرفعنا وعلى من يدنينا، سلامٌ للجميع بلا كذبٍ وتزييف كلكم سواء ، لايحمل قلبي رعونة الضعفاء فسلام وحب وصفاء وتسامح وإخاء
لكل المارقين ولكل المغادرين ولكل الراحلين ولكل الماكثين سلامٌ سلام سلام سلام لآخر مدى ولآخر نفس ونبض وروحٍ ورجاء.