قدمت المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، دعمها لجميع القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويعتبر موقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسية لسياستها منذ عهد المؤسس بدءا من مؤتمر لندن عام 1935م ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ودعمت المملكة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها بقيادة المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، حيث كان المؤيد والمناصر للشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية.
وقد جاءت القضية الفلسطينية في صلب المفاوضات التي تمت بين الملك عبد العزيز والحكومة البريطانية في اجتماعات وادي العقيق في جمادى الأولى عام 1345هـ/1926م بشأن إلغاء معاهدة القطيف، وتوقيع معاهدة جديدة يكون فيه الملك عبد العزيز الند للند للحكومة البريطانية.
وأراد البريطانيون أن يعترف الملك عبد العزيز مقابل ذلك بمركز خاص لهم في فلسطين، وأن يعترف بوعد بلفور المضمن في صك الانتداب البريطاني، وقد رفض الملك عبد العزيز المساومة على الحقوق الثابتة للأمة العربية في فلسطين.
ويذكر أن الملك عبد العزيز وقف مع الشعب الفلسطيني في ثورته في ذلك العام ضد الاحتلال رغم الأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد، حيث أرسل تبرعا عاجلا للفلسطينيين بلغ 500 جنيه سلمت لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين محمد أمين الحسين.
وشارك وفد من المملكة في المؤتمر الإسلامي الأول الذي انعقد في بيت المقدس في 1350هـ/1931م في أعقاب ثورة البراق، وحضرته وفود من جميع شعوب العالم الإسلامي، وقد تمخض عنه إعلان الحق الإسلامي الكامل في البراق وحائطه وممره.
وأرسل الملك عبد العزيز وزير خارجيته الأمير فيصل، إلى فلسطين لدعم الموقف الفلسطيني.
وعند صدور مشروع تقسيم فلسطين الذي أقرته لجنة بيل، أعلن الملك عبد العزيز عن رفضه للمشروع وبذل جهوداً كبيرة على المستويين العربي والدولي لمنع هذا المشروع. وكلف الملك عبد العزيز ابنه الأمير فيصل لتكوين لجان شعبية في أنحاء السعودية لجمع التبرعات لإنقاذ فلسطين وشعبها وخاطب أمراء المناطق ليحثوا أبناء المملكة على الاحتجاج ضد قرار التقسيم.
وأصبحت وزارة الخارجية السعودية بمثابة الهيئة الدبلوماسية لفلسطين تتابع المحاولات السياسية لحل القضية الفلسطينية وتتصل بالحكومات وتوضح الحقائق.
وفي عام 1362هـ/ 1943م أسست المملكة قنصلية عامة لها في مدينة القدس بفلسطين لتسهيل الاتصالات مع الشعب الفلسطيني وتيسير الدعم لقضيته العادلة.
ويذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان ولا يزال في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريفة.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ أن كان أميراً للرياض الى الوقت الحالي وفي عدة محافل دولية على أهمية القضية الفلسطينية للسعوديين خاصة والعالم العربي والاسلامي بشكل عام.

وكان في جميع القمم العربية واللقاءت والمحافل الدولية، كانت القضية الفلسطينة في أول أهتماماته، في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وبعد قرار الرئيس ترمب باعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، أبدت المملكة أسفها الشديد جراء هذا الإعلان.