كشف المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني ، عن أكثر المواقف المحرجة التي تعرض لها خلال مسيرته المهنية المتواضعة ، وكانت في اجتماعه الأول مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد الأمين ، بعد توليه رئاسة الديوان الملكي .

وأشار ” القحطاني ” في مقال له ، إلى أن سمو ولي العهد ، وجه له سؤالًا قائلًا ” ماهي خطتكم الاستراتيجية في مركز الرصد والتحليل الإعلامي؟ ” ، مضيفًا أن هناك الكثير من الإجابات التي ترددت إلى ذهنه في تلك اللحظة ، مستطردًا في مقاله ” في داخلي كنت أود أن أرد: خطة استراتيجية! هذه مصطلحات إنشائية تسويقية! نحن نعمل على مدار الساعة، ودار بذهني حينها مجموعة من المنجزات المختلفة والضخمة- حسب تقديري طبعًا- كنت أجهز لسردها بطريقة مناسبة ومرتبة ومترابطة ” .

وأردف ” ولي العهد استشف حيرتي ، فسهل عليّ المهمة ، قائلًا ، أقصد أين كنتم قبل 3-5 سنوات؟ وأين أنتم اليوم وأين ستكونون بعد 3-5 سنوات؟ ما جعلني أتكلم بإسهاب وفخر شديد؛ عن أين كنا وأين وصلنا. أما أين سنكون؟ فكنت صريحًا وقلت: لا أعرف الجواب ” .

وروى ، إن ولي العهد طلب منه بلطف شديد للغاية ، بحثًا ليقوم بعمله ولا يكلف فيه أحدًا عن التخطيط الاستراتيجي ، ليتابع ” قبل أن أرد أني مشغول للغاية بأمور أخرى أهم ، قال ، أريدك أن تتفرغ لذلك تمامًا ، وخفض صوته ثم قال، هذا يهمني شخصيًا ولا أريد أن يعرف أحد ذلك ، أوحى لي أنها مهمة سرية كبرى ” .

وأضاف سعود القحطاني ، ” تحدث معي بروح الزميل وليس المدير عن المراجع التي قرأها وأعجبته في هذا العلم ، تطرق لدورات معينة حضرها وكثير منها متقدم للغاية أو شاهدها أون لاين ، كان أسلوبه مشجعًا، وجعلني أعتقد أن الدراسة التي سأقوم بها ستكون الكلمة الفصل، وأن حصيلتها ستكون الاستمرار في طريقتنا الناجحة في العمل ” .

واستطرد ” عدت للأمير. كنت متحمسًا للتخطيط الاستراتيجي وكأنني من اخترعه. تكلمت معه بحماسة عن الموضوع وكيف أنه لم يطبق لدينا ومن الواجب تطبيقه بصرامة. كانت معي الدراسة التي طلبها مني للتخطيط الاستراتيجي. سلمتها له بفخر وقد ظننت أني لآت بما لم تستطعه الأوائل. تصفحها بسرعة. ابتسم: الآن، ياسعود، بيننا لغة مشتركة قل لي أين كنتم وأين أنتم وأين ستكونون؟. سأجيبك سمو الأمير، لا أستطيع الجواب الآن، أحتاج إلى 3 أشهر. قال، لا! أولًا انضم إلى لجنة (….) التي ستضع الخطة الإستراتيجية لـ (….) ” .

واختتم مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني مقاله ، قائلًا ” العمل مع ولي العهد تكليف. لن يجاملك. يكشف أخطاءك ويقيس أداءك ويستشرف مسارك. هو مرجع في هذه العلوم الغريبة على ثقافتنا الحكومية. شاهدت ذلك مرارًا ” .