فى صحراء منطقة العديد غرب قطر، وعلى بعد 30 كيلو مترًا جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، تقع قاعدة -“العديد الجوية” الأمريكية التى تضم أكثرمن 11 ألف جندى أمريكى غالبيتهم من سلاح الجو، وتمثل أهم مركز للعمليات التى تنفذها الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وخارجه، والتى باتت معالوقت قاعدة للدعارة والخمور داخل الأراضى القطرية برعاية تميم بن حمد.

كيف تحولت القاعدة من منشأة عسكرية إلى قاعدة للدعارة:

1ـ تشكل القاعدة ثمرة اتفاق دفاعى عقدته الدوحة مع واشنطن أثناء حرب الخليج الثانية من أغسطس 1990 إلى فبراير 1991.

2ـ تعهدت الدوحة بإنشاء قاعدة العديد الجوية، ومقابل تحملها تكاليف إنشاء القاعدة، حصلت من واشنطن على ضمان توفير الحماية لها.

3ـ يقام داخل القاعدة الأمريكية حفلات “غير أخلاقية” تحت مسمع ومرأى تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر.

4ـ حسب مصادر قطرية تحولت القاعدة لـ ” وكر لممارسة الدعارة والشذوذ ” بين الجنود الأجانب الذين يخدمون بداخلها.

5ـ تضم القاعدة قوات قطرية وبريطانية وأمريكية وغيرهم من قوات التحالف الأجنبية، كما تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية.

6ـ فى عام 1999 قال أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثانى، للمسئولين الأمريكيين إنه يود أن يرى أكثر من 10 آلاف جندى أمريكى فى القاعدة.

7ـ بدأت القاعدة باستضافة معدات وأسلحة لا تتجاوز ما يحتاج إليه لواء عسكرى واحد، قبل أن تتحمل قطر تكاليف توسيعها تدريجيا.

8ـ فى عام2001، استخدمت القاعدة فى الحرب ضد أفغانستان، وبعد هذا التوقيت بعامين تم تزويد القاعدة بمخازن استراتيجية للأسلحة لتنطلق منهاالحرب ضد العراق.

9ـ استخدمت القوات الجوية البريطانية “العديد” كقاعدة لوجستية لقواتها فى حربى أفغانستان والعراق، وذلك منذ عام 2001 حتى 2009 .

10ـ منذ عام 2014، وحتى الآن تستخدم القاعدة مركزا استخباراتيا لجمع المعلومات فى منطقة الشرق الأوسط.

11ـ تعد نقطة قيادة فى الحرب التى تخوضها الولايات المتحدة على أعدائها بالمنطقة العربية.

بينما طالب الكاتب الأمريكى ميتشل بارد، فى مقال نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية للأنباء، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسحب القاعدة العسكرية الأمريكية من الإمارة لتمويلها الإرهاب، قائلا إن قطر، تلك الإمارة الخليجية الصغيرة التى تعد واحدة من أغنى الدول فى العالم من حيث دخل الفرد بفضل ما تملكه من احتياطى هائل للنفط والغاز، قد أصبحت واحدا من أكثر النفوذ ضررا فى الشرق الأوسط وداعما رئيسيا للجماعات الإرهابية.

وأضاف الكاتب فى مقاله: “رغم أن أحدا لا يتوقع أن تشن قطر هجوما عسكريا على أى دولة، إلا أنها تمثل خطرا لحلفاء أمريكا العرب من خلال بتمويلها للإرهابيين والتحريض على العنف والكراهية عبر شبكة الجزيرة، والتعاون مع إيران”.

وتابع: “ولأن قطر تمثل خطرا للمنطقة، فإن السعودية وحلفائها فى الخليج ومصر قد فرضوا مقاطعة للدوحة منذ يونيو الماضى، لكن الغريب أن الولايات المتحدة لا يزال لديها قاعدة عسكرية فى قطر حتى تستطيع أن تحارب المتطرفين، وفى نفس الوقت، فإن القطريين يقدمون الدعم للمتطرفين الذين يحاربون حلفاء أمريكا فى المنطقة”.

واستطرد بارد: “مع الأسف، فإن إدارة ترامب مثل سابقه أوباما تفضل أن تغض الطرف عن سلوك قطر الخطير بسبب وجود قاعدة العديد الجوية الامريكية فى قطر والتى تستضيف 10 آلاف جندى أمريكى وبريطانى وقوات أخرى وتلعب دورا رئيسيا فى العمليات الجوية الأمريكية فى العراق وسوريا وأفغانستان.

وأشار إلى أنه بدلا من استغلال القاعدة كذريعة لعدم التحرك إزاء قطر، يجب استخدامها من أجل إحداث تغيير فى السلوك القطرى، وتحتاج إدارة ترامب لأن توضح للدوحة أن السلوك الحالى غير مقبول ولن تتسامح معه الولايات المتحدة.

وأضاف: “سبق وان أعرب الرئيس ترامب عن دعمه للموقف السعودى من قطر وإنهاء دعمها للإرهابيين وإغلاق الجزيرة وقطع العلاقات مع إيران. ولحماية مصالح أمريكا وأمن حلفائها، ينبغى عليه أن يهدد بنقل القاعدة العسكرية ما لم يلبى القطريون هذه المطالب”.

ورغم الاعتراف بأن نقل القاعدة سيكون مكلفا، إلا أن الكاتب أكد أن هذا حدث من قبل عندما طلب منهم السعوديين المغادرة. ويمكن أن يتنازل القطريين لمطالبهم والاستفادة من إنهاء عزلتهم والتحالف مع المعارضين للإرهاب والتهديد الإيرانى.

وأكد الكاتب أن قطر تريد أن تقدم نفسها كطرف معتدل ومفيد لأمريكا إلا أن الحكومة والأفراد القطريين يقدمون دعما ماليا وسياسيا لجماعتين إرهابيتين هم الإخوان وحماس.

وينبع دعم قطر للإخوان من حاجتها إلى أظهار التزامها بالإسلام لتجنب أن تصبح هدفا للمتطرفين خاصة فى ظل توجهها الغربى واستعدادها لاستضافة الجيش الأمريكى. لكن بوقوفها مع الإخوان، فإن قطر تقف فى ثدام مع دول أخرى، لاسيما مصر التى ترى الجماعة تهديدا لها.

وأشار الكاتب إلى ترامب قال مرارا أنه صانع ماهر للصفقات وانتقد الاتفاقات التى أبرمتها إدارات سابقة. لكن فى حالة قطر، تتسامح واشنطن أكثر مما ينبغى معها وتدفع ثمنا باهظا لإبقاء قاعدة العديد فى دولة تقوض مصالح أمريكا ومصالح حلفائها. ولو رفضت قطر تغيير سلوكها، فينبغى أن تسحب واشنطن قاعدتها من البلاد لتبعث برسالة واضحة بأن تحركات الدوحة لم يعد من الممكن التسامح معها.