التقى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، ضيوف المجموعة الثانية عشرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الذي تنفذه حالياً وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مقر إقامتهم بالمدينة المنورة، حيث كان في استقباله سعادة الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الأستاذ عبدالله بن مدلج المدلج ورؤساء وأعضاء اللجان العاملة بالبرنامج.
وفي مستهل اللقاء أعرب المدلج شكره وتقديره لفضيلة إمام الحرم النبوي الشريف لزيارته ضيوف البرنامج والمساهمة في تحقيق أهداف البرنامج المبنية على التواصل مع العلماء في العالم الإسلامي، كما قدم المدلج للشيخ الثبيتي شرحاً موجزاً تحدث فيه عن نجاح برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين باستضافة ٢٦٠٠ شخصية إسلامية من مختلف دول العالم.
إثر ذلك القى الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي محاضرة استهلها بآيات من الذكر الحكيم، ثم رحب بضيوف الملك سلمان في المملكة العربية السعودية، مقدماً لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله -، جزيل الشكر والعرفان لما في هذا البرنامج من ثمار طيبة ومباركة يحدث فيها التآخي والترابط والأخوة وتبادل النصيحة والتواد وكل معاني الأخوة التي حث عليها ديننا وإسلامنا وقرآننا ونبينا صلى الله عليه وسلم.
ونوهً د. الثبيتي بدور وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بالأمانة العامة للبرنامج التي تسلمت هذه المبادرة وزمام هذا العمل المبارك وقامت على تنفيذه وأدائه والإشراف عليه وإدارته على أحسن حال حتى تحقق المراد والمطلوب من هذا البرنامج وتحققت أهدافه على أكمل وجهاً بفضل الله تبارك وتعالى.
واستشهد الشيخ الثبيتي بالاجتماع مع ضيوف خادم الحرمين الشريفين بالحديث الشريف (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)، مذكراً المسلمين بنعم الله سبحانه وتعالى التي لاتعد ولا تحصى، حيث قال: إن الأخوة نعمة من أجلها أنشأ برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة ومن أهم أهداف هذا البرنامج المبارك جمع الأخوة في مكان واحد للتعرف وتباحث قضايا الأمة فيما بينهم.
وأكد أن هذا اللقاء يأتي في إطار اللقاءات المباركة التي يلتقي فيها المسلمون و يتأخون ويتحدثون في قضاياهم وأعمالهم وأمورهم حتى يحقق الله تبارك وتعالى على أيديهم نصر الإسلام والمسلمين وانتشار الإسلام بفضل الله تبارك وتعالى، مذكراً بفضيلة شكر النعم والنظر والتأمل في نعمة هذا الدين، ونعمة الانتساب إلى الإسلام، حين ظل كثيراً من الناس وافترق الناس وتشعبوا، لكن هناك من اصطفاه الله جل وتعالى وأكرمه ونعمه وميزه وفضلة بالانتساب لهذا الدين العظيم حيث قال الله تبارك وتعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}.
وقال الشيخ الثبيتي بأن من نعمة الإسلام نعمة الأيمان بالله نعمة الأنس بالله والرضا به ومعرفة الخالق سبحانه وتعالى الذي رزقنا وأكرمنا وفضلنا وخلقنا فسوانا فأنعم علينا بنعم عظيمة، مضيفاً “:أن نعمة الايمان التي استقرت بالقلب وشعر الانسان بالسعادة والطمأنينة والراحة وشعر بقيمة الحياة وهدفه في هذه الحياة لماذا خلق ولماذا هو موجود”، مستشهداً بقول الله تبارك وتعالي:{ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.
​وذكر الشيخ عبدالباري الثبيتي خلال لقائه ضيوف خادم الحرمين الشريفين بإن من نعم الله تبارك وتعالى على هذه الأمة أنه أقبل التشريع صالحاُ لكل زمان ومكان ، “فأي أنسان في الصين أو في الهند أو في الشرق أو في الغرب أو في أي مكان على وجه هذه الأرض وتحت أي سماء هذا الدين صالحاً لكل زمان ومكان، يجيب عن كل سؤال ، ويتجاوب مع كل الأحوال والأحداث مع تغير الأزمان والعصور”، مشيراً إلى أن القرآن الكريم نجد فيه الأحكام التي تلبي مطالب الناس والبشر وتلبي احتياجاتهم حيث يقول تبارك وتعالى:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، وقال الله عز وجل: { وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ}.
وقال الشيخ الثبيتي بأن من النعم العظيمة التي أنعم الله بها تبارك وتعالى علينا هذا القرآن الكريم الذي تطمئن له النفس وتأنس له القلوب والذي لا يشبع الأنسان من تلاوته وتكراره والذي يقال لصاحبة يوم القيامة ((اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها))، مذكراً بما في القرآن من موعظة وشفاء ورحمة وهدى.
وشكر فضيلة الشيخ الثبيتي في نهاية المحاضرة ضيوف خادم الحرمين الشريفين على تواجدهم في هذا البرنامج المبارك سائلاً الله عز وجل أن يوفقهم في أداء العمرة وأن يجعل سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً وعملهم صالحاً متقبلاً مبروراً.
وفي ختام اللقاء كرم المدلج بحضور الشيخ عبدالباري الثبيتي الجهات المساهمة في نجاح برنامج المجموعة الثانية عشرة للعمرة ومنها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وإمارة منطقة المدينة المنورة وإدارة المرور والشرطة في المنطقة، كما قدم هدية تذكارية تعبر عن الشكر والعرفان لإمام الحرم النبوي الشريف على دعمه المستمر والمتواصل لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.