لاشك أن الحديث المتواصل من الأسرة عن خطورة تعرض الفتاة لتهتك غشاء البكارة، ناتج عن نظر المجتمع لمعادلة شرف الفتاة ومعيارًا لأخلاقها و ” عذريتها “، كما سادت مجموعة من الأوهام والأساطير الخاطئة عن ” غشاء البكارة ” فى المجتمع الشرقى بعضها يتعلق بوظيفة الغشاء والآخر له علاقة بطبيعته، وبعضها يتعلق بمخاطر فقدانه تجعل الفتيات تعيش رعبًا حقيقيًا حتى ليلة الزواج خشية أن تكون فقدته دون أن تدرى.

يأتي هذا الرعب الشديد من قبل الأسرة نتيجة الجهل بالتكوين التشريحى للأعضاء التناسلية للأنثى، ومكان غشاء البكارة وطبيعته مما يجعلهن يغرسن فى الفتيات أن أى شىء يمكن أن يفقدها عذريتها حتى لو كان مجرد ركوب الدراجة الهوائية أو الثابتة، أو ممارسة أية رياضة تتطلب فتح الحوض أو تسليط مياه ” الشطاف “.

وتعد هذه الأمور مجرد أوهام فيما يؤكد الأطباء كذبها وأنه لا أساس لها من الصحة لأن التكوين التشريحى لغشاء البكارة يؤكد أنه لا يمكن فضه إلا بدخول جسم صلب فى المهبل لمسافة لا تقل عن 2 سنتيمتر وفى بعض الأحيان لا يتمزق الغشاء رغم دخول جسم صلب لكونه من النوع المطاطى.

أما الدكتورة هبة قطب استشارى الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، قالت فى إجابتها على هذا السؤال “وجود غشاء البكارة لدى البنت لا يعنى بالتأكيد أنها عذراء أو بكر، خاصة فى منطقتنا العربية التى فيها من 60% إلى 80% من الفتيات لديهن الغشاء مطاطي، وقد تكون البنت عذراء بالفعل تصاب بميكروب قد ينتقل لها ويعمل على تأكل الغشاء بمرور الوقت وبالتالى لا يعنى ذلك أنها ليست بكرا، وهناك تحدث حوادث سقوط من أماكن مرتفعة أو حوادث سيارات قريبة من منطقة الحوض تفض الغشاء “.

وفى مقال لها بموقع “Love Matters” للثقافة الجنسية فى أفريقيا قالت “ستيفانى هاس” متخصصة الصحة الجنسية والإنجابية “ربط العذرية بغشاء البكارة يجعل العذرية تعنى فقط “عدم ممارسة الجنس من المهبل من قبل، فى حين أنها فى معناها الواسع هى عدم ممارسة أى نوع من العلاقات الحميمة”، وذلك فى إشارة إلى الحيل التى يلجأ إليها البعض ليتمكنوا من ممارسة الجنس من دون فض غشاء البكارة.