عانت الفتاة جوليا بسترانا، التي ولدت في حدود سنة 1834 بإحدى المناطق الجبلية بغرب المكسيك منذ ولادتها من تشوه خلقي فريد يلقب أحيانا بفرط نمو الشعر، حيث كسا الشعر جسدها بشكل شبه كامل، كما لم يزد طولها عن 135 سنتيمتر بينما لم يتخطَّ وزنها 112 رطلًا، بالإضافة إلى امتلاكها فمًا واسعًا وجبينًا بارزًا وحواجب مقوسة وأنفًا عريضًا.

التقت جوليا بمحض الصدفة بممثل أمريكي عرض عليها فكرة تقديم عروض وتحقيق أرباح خيالية، فقبلت على الفور عرضه لتلقب من الجماهير بأبشع الألقاب مثل: أقبح امرأة، و المرأة القردة وبالسيدة البابون (نسبة لقرد البابون)، والمرأة الدب من أدغال المكسيك.

ووصف الطبيب الأمريكي ألكسندر موت، الفتاة جوليا بسترانا بالكائن الهجين، مؤكدًا على أنها نصف إنسان، نصف قرد، الأمر الذي استغلته الصحف لنشر أخبار كاذبة مفادها أن قبيلة جوليا بالمكسيك قبيلة متوحشة تسمح بالتزاوج بين البشر والحيوانات.

وتجاهلت الصحف أن جوليا كانت امرأة طيبة ومتفائلة، فضلًا عن ذلك أنها قادرة على التكلم بثلاث لغات من ضمنها الإنجليزية، وإضافة لكل هذا كانت لجوليا بعض الهوايات كالطبخ والرقص والمطالعة، بينما تعرضت للزواج من مدير أعمالها الذي استغل شهرتها وقيامها بعروض تمثيلية من أجل الأموال.

في مارس 1860، رزقت جوليا بطفل من جنس الذكور حمل العديد من خاصياتها، لكن مع الأسف فارق هذا الطفل الحياة بعد يومين فقط من ولادته في غضون ذلك ومع حلول يوم الـ25 من مارس سنة 1860 فارقت الشابة المكسيكية جوليا بسترانا الحياة عن عمر يناهز الـ26 سنة بسبب تبعات الولادة.

واستمرت معاناة جوليا عقب موتها؛ حيث قام زوجها باستعادة جثتها وتحنيطها وعرضها على الناس لكسب الأموال، التي تعرضت للسرقة عدة مرات إثر ذلك، ونجحت الشرطة النرويجية في العثور عليها لاحقًا داخل القمامة ليتم على إثر ذلك نقلها نحو جامعة أوسلو حيث مكثت إلى مطلع الألفية الثالثة، لتعود إلى المكسيك عام 2013.