مُني الاقتصاد القطري بحالة من التدهور الشديد، عقب مرور 300 يوم على المقاطعة العربية من “السعودية، الإمارات، البحرين، مصر” للدولة “المارقة” بسبب دعمها للإرهاب وجماعة الحوثي الإرهابية وتخاذلها عن نصرة أشقائها من دول التعاون الخليجي في اليمن إلى جانب هجومها المستمر على المملكة.

في الجانب السياحي، دفعت إجراءات دول المقاطعة الرباعية، بالسياحة الأجنبية الوافدة إلى قطر للتراجع بنسبة 40% خلال شهر فبراير الماضي، على أساس سنوى مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضى.

وأبرز تقرير لوزارة التخطيط التنموى والإحصاء القطرية، أنه بلغ عدد السياح الأجانب الوافدين إلى قطر شهر فبراير الماضي، 347.6 ألف سائح، مقابل نحو 578.95 ألف سائح خلال الشهر المماثل من 2017، بذلك، تكون السياحة الوافدة إلى قطر قد تراجعت بنحو 231.35 ألف سائح، معظمهم من السياحة الخليجية والعربية، وبنسبة تخطت 84%، تراجعت السياحة الخليجية الوافدة إلى قطر خلال الشهر الماضي، مقارنة مع الفترة المقابلة من السنة الماضية، حيث بلغ عدد السياح القادمين من دول مجلس التعاون، نحو 37.675 ألف سائح الشهر الماضي، بينما بلغ عددهم فى الفترة المقابلة من العام الماضي، 271.061 ألف سائح، وذلك بعد إعفاء قطر 80 جنسية من تأشيرة الدخول إليها.

وأظهرت بيانات رسمية قطرية، نهاية الأسبوع الماضى تراجع الاحتياطيات الدولية والسيولة النقدية الأجنبية لبنك قطر المركزى فى فبراير الماضي، وانخفضت السيولة والاحتياطى النقدى، – وهى مؤشر لقدرة البنك المركزى على دعم العملة المحلية الريال – إلى 37.6 مليار دولار شهر فبراير الماضى من 37.7 مليار دولار فى يناير الماضى.

ويتعرض الاقتصاد القطرى لهزات عنيفة منذ قطع العلاقات العربية مع الدوحة لدعمها الإرهاب، كذلك، تراجعت الأصول الاحتياطية على أساس سنوي، بنسبة 17.9% نزولا من 166.5 مليار ريال (45.61 مليار دولار) فى فبراير 2017.

وهبطت الاحتياطيات الأجنبية لمصرف قطر المركزي، بنسبة 13.7% خلال العام الماضى 2017، مقارنة بالعام السابق له.

وفى السياق نفسه، هوت أسهم بنك قطر الأول المدرج فى بورصة الدوحة الأسبوع الماضى، على نحو حاد بعد إعلان نتائج أعمال البنك، والتى أظهرت تسجيل خسائر فادحة، فيما قرر مجلس إدارة البنك مجددا عدم توزيع أرباح، فيما هبطت أسهم بنك قطر الأول 5.1 % إلى 6.35 ريال فى الدقائق الأولى من التداولات.
وأعلن البنك خسارة سنوية صافية 269.2 مليون ريال أى حوالى (74 مليون دولار) مقارنة مع خسارة 265.6 مليون ريال فى السنة السابقة.
وأظهرت البيانات المالية للبنك نمو خسائر الربع الثالث من العام الجارى بنسبة 367.8% على أساس سنوى، ونزل سهم البنك عن مستوى الدعم الفنى عند قاع أوائل شهر مارس البالغ 6.52 ريال ومستوى الدعم التالى يوجد عند قاع فبراير البالغ 5.90 ريال.
وكان البنك قد حقق خسائر بالتسعة أشهر الأولى من 2017 بقيمة 139.6 مليون ريال، مقابل ربح قدره 3.38 مليون ريال بالفترة نفسها من 2016.

وتعيش البنوك العاملة فى قطر أزمات متلاحقة منذ قرار المقاطعة العربية، وفى تقرير حديث حول الإحصاءات الشهرية، صادر عن بنك قطر المركزي، بلغت قيمة التراجع فى إجمالى ودائع غير المقيمين فى البنوك القطرية منذ مايو حتى ديسمبر 2017، نحو 12.4 مليار دولار.

كما هوت بورصة قطر لدى إغلاق تعاملات نهاية الأسبوع الماضى، على نحو كبير، وسط مبيعات كبيرة من المستثمرين للخروج بأقل خسائر بعد تدهور الوضع الاقتصادى، حيث خسر المؤشر العام للبورصة 1.6% ليغلق عند مستوى 8553 نقطة (-141 نقطة)، وسط قيم تداولات بلغت إجماليا 199 مليون ريال.