تحتدم الأزمة بين قطر والبحرين والإمارات، هذه الأيام، بسبب ما تسميه كل دولة من الأصدقاء القدامى الثلاثة، انتهاكا لمجالها الجوي، أو انتهاكا لأمن مواطنيها.

وقال رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود، في كلمة خلال اجتماعه مع رؤساء مجموعة (الـ12+) على هامش أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، إن بلاده لم تتخذ إجراءات مماثلة بحق الدول التي تحاصرها وذلك بناء على تعليمات من الأمير تميم.

وقال المسؤول القطري: “لو قطعت قطر الغاز عن الإمارات لأصبح ثلث دبي وثلث أبوظبي في ظلام دامس إلا أن موقفنا ثابت بعدم إلحاق الضرر بالناس العاديين”، موضحً “ولو أردنا أن نقوم بإجراء مماثل، فلدينا ما يقارب 250 ألف مصري وستترتب على ترحيلهم أزمة في مصر، لكننا عاملناهم باحترام”.

فبينما تتهم الإمارات دولة قطر بأنها هددت أمن مواطنيها، الذين كانوا على متن طائرتين مدنيتين، من خلال اقتراب مقاتلات حربية قطرية منهما بشكل مبالغ فيه، ترد قطر باتهام البحرين، الضالعة في الأزمة، بأن طائرة حربية تابعة لها اخترقت مجالها الجوي فوق مياه الخليج.

ويقول الباحث في مركز الوطن العربي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور محمد عبدالحليم، إن قطر بالتأكيد لديها حقوق كبيرة وتاريخية لا يمكن إنكارها، على العكس تماما من تصريحات وزير الخارجية البحريني بأنها لا تملك سيطرة على مياه الخليج، فهي تمتد 160 كيلومتر شمالا في الخليج العربي، مشيرًا إلي أن قطر في الأساس، هي عبارة عن شبه جزيرة في منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، حيث تتصل برا بالمملكة العربية السعودية، وتجاورها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وإيران.

ويلفت الخبير الاستراتيجي، المتخصص في شؤون الخليج، إلى أن قطر تحدها من الجنوب المملكة العربية السعودية، وفي الشمال الخليج العربي وفي الشرق أيضا، أي أن الخليج يعد الأغلبية في حدودها جميعا، لذلك لا يجوز أن نقول إنها لا تملك السيطرة فيه، بل لها نصيب كبير يتجاوز البحرين نفسها، على الأقل لتأمين نفسها من كل الجهات.

وأوضح عبدالحليم، أن الخلاف الحالي بين البحرين والإمارات وقطر، لا يمكن اللجوء فيه إلى مثل هذه التصريحات، فكل الأطراف تدرك أنها تتجاوز، وإن صحت ادعاءات الجميع، فهم في حاجة إلى جلسة صلح، وليسوا في حاجة إلى تحكيم، لن يضيف جديدا إلى الأمر الواقع.

وشدد الخبير الاستراتيجي، على أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على إحداث هذا التصالح، بعيدا عن أي ضغوطات دولية، سيتسبب فيها طول فترة الخصومة، وهو ما يجب أن تدركه كافة دول الخليج، أن قطر جزء لا يتجزأ من أمتهم، يجب ألا تخسره، وألا تدخله في خلافات من نوعية المياه الإقليمية والسيطرة وغيرها.

من جانبه، علق المحلل السياسي القطري والأكاديمي الدكتور علي الهيل، على الأزمة الحالية بين كل من قطر والإمارات والبحرين، قائلاً إن “هناك تعمدا من الإمارات والبحرين التحرش بدولة قطر”.

وأضاف الأكاديمي القطري، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أن التحرشات زادت في الفترة الأخيرة، بهدف إيجاد المبرر لجر دولة قطر إلى مواجهة عسكرية، ولكن هذه المحاولات غير مجدية.

وأوضح المحلل السياسي القطري، أن التحرشات الإماراتية زادت خلال الشهرين الأخيرين، وكان أبرزها وأخطرها القبض على قارب صيد قطري، بعدما زعمت دولة الإمارات أنه دخل مياهها الإقليمية، بالمخالفة للحقيقة.

وأكد الدكتور علي الهيل، على أن الأمور باتت واضحة الأن، فقد صرح مسؤول إماراتي أن رفع الحصار مرهون بتخلي قطر عن كأس العالم، وهو ما يمكن أن نعتبره “صبينة وتصرفات أطفال”، حسب وصفه، مضيفا “هم يهدفون من وراء جرجرة قطر لمواجهة لتعطيل مشاريع المونديال”.

واختتم الهيل تصريحاته، بالتأكيد على أن دولة قطر واعية لكل هذه المحاولات والأهداف الكامنة ورائها، لذلك نجدها ترفض تماما الانجرار وراء ما يتمنونه، حسب قوله.