كرّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – الفائزين بجائزة الملك فيصل في دورتها الأربعين وذلك خلال رعايته لحفل تسليم الجائزة في فروعها الخمسة: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والعلوم، والطب وذلك في حفل أُقيم مساء أمس بقاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية بالعاصمة الرياض.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، والرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل، كلمةً قال فيها:
” سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سلمه الله،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
أيها الفائزون بجائزة الملك فيصل لهذا العام
الإخوة والأخوات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أربعون عاماً وجائزةً ومائتان وثمانية وخمسون فائزاً وفائزة.. وملك عظيم .. وعظيم مملكة .. كسبا، بحكمة العقل، كل معركة.
إنها لحظة هزيمة الإرهاب بفكر وثقافة وخطاب، نرفع اليوم للعلم راية، ونكتب للتاريخ رواية، من مهد رسول الهداية،
أيها الفائزون المكرمون، أيها الباذلون المميزون، خدمتم الإنسانية، وأسعدتم البشرية، فباسم الملك القوي الأمين وعن السعودية والسعوديين ومن جزيرة العرب وقبلة المسلمين، نقول لكم: شكراً.. والسلام .
إثر ذلك أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل الدكتور عبد العزيز السُبيّل عن أسماء الفائزين الذين تشرفوا بالسلام على خادم الحرمين والشريفين واستلام جائزتهم من يديه الكريمتين.
ونال جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام العالم الإندونيسي أرواندي جاسوير نظير إسهاماته في تطوير علم الحلال وابتكاره لجهاز ” الأنف الإلكتروني المحمول ” الذي سهل حياة الملايين من المسلمين حول العالم. وبهذه المناسبة، ألقى العالم الإندونيسي كلمةً عبّر فيها عن شرفه وبالغ اعتزازه بحصوله على هذه الجائزة المرموقة، موجهاً رسالةً إلى جميع العلماء والباحثين المسلمين يذكرهم فيها بأهمية تحمل المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا حيث أن القرآن الكريم والسنة والأحاديث النبوية تزخر بالعديد من المفاهيم العلمية التي ألهمت علماء المسلمين في الماضي بقصد الإسهام في مسيرة البشرية والحضارة الإنسانية.
وفي فرع الدراسات الإسلامية، فاز الأستاذ الدكتور بشار عواد من الأردن بجائزة الملك فيصل نظير إسهاماته القيمة في تقديم تحقيقات نفيسة للأمة الإسلامية حيث أثنى في كلمته على الدور العظيم للملك فيصل، طيب الله ثراه، وذريته الذين انتهجوا سبله في تشييد منارة في إكرام العلم والعلماء. وقال: لقد غدت جائزة الملك فيصل منقوشةً في فص الزمان، ممدوحةً على وجه الدهر، يتشوف ويتشوق إليها نحارير العلماء ما بين مشرق للشمس ومغيب.
ومنحت جائزة الملك فيصل عن فرع اللغة العربية والأدب للأستاذ الدكتور شكري المبخوت من تونس نظير ما قدمه من خدمات جليلة في مجال اللغة العربية. وألقى كلمةً عبّر فيها عن شرف نيل الجائزة مع نخبة العلماء والباحثين من الشرق والغرب، مشيراً إلى أن الجائزة ما فتئت تؤكد، وهي على مشارف الأربعين، أن أشجار المعرفة والحكمة والعمل النافع تزكو إذا ما كانت خالصة لرقيّ الإنسانية وفيّة للقيم النبيلة.
وفي فرع الطب، نال الأستاذ الدكتور جيمس أليسون من الولايات المتحدة الأمريكية جائزة الملك فيصل نظير إسهاماته في تطوير العلاج المناعي لأنواع مختلفة من السرطان. وألقى كلمةً قال فيها: يشرفني تكريمي بهذه الجائزة التي لم أكن لأنالها لولا مساندة عدد كبير من طلبتي وزملائي الذين عملوا في مختبري، مشيراً إلى أن أبحاثه في مجال علم المناعة ساهمت في تحديد ما يُعرف اليوم بـ ” العلاج القائم على حاجز المحاصرة ” الذي يُعد فعالاً ضد أنواع كثيرة من السرطانات وتم اعتماده لعلاج سرطان الجلد وسرطان الكلى وسرطان المثانة وسرطان هودجكين للغدد الليمفاوية وسرطان الرئة وغيرها من السرطان الأخرى.
ونال الأستاذ الدكتور السير جون بول، من بريطانيا، جائزة الملك فيصل عن فرع الرياضيات نظير إسهاماته الأساسية في مجال المعادلات التفاضلية الجزئية غير الخطية وحساب التغير والأنظمة الديناميكية، وتطبيقه مفاهيم رياضية عميقة على مشاكل في الحياة العامة، واستحداثه تطبيقات في علم المواد. وألقى كلمةً قال فيها: يشرفني جداً الحصول على جائزة الملك فيصل وأعرب عن تقديري العميق لها، موجهاً شكره لكل المتعاونين والطلاب النوابغ الذين عمل معهم طول مسيرته المهنية، داعياً العلماء إلى مساعدة وإرشاد الشباب الموهوبين أينما كانوا.
وتحتفل جائزة الملك فيصل هذا العام بمرور 40 عاماً على تأسيسها لتكون بذلك قد كرمت الإنجازات البشرية المتمثلة في 258 عالماً وعالمةً من أبرز العقول المفكرة من 43 جنسية ساهموا من خلال إنجازاتهم العلمية المختلفة في تطور البشرية وتخفيف الآم الإنسانية، لتواصل الجائزة بذلك رفع لواء العلم والفكر عالياً من خلال تكريم كل منجز علمي يكون له دور في تسهيل حياة بني البشر والارتقاء بالعلوم وتوسيع المدارك الفكرية للبشر.