يبدو أن قطر باتت في موقف لا تحسد عليه؛ ومازالت تواصل نزيف خسائرها على كافة المستويات، بداية من أموالها التي صرفت هباءً على تحسين صورتها، مرورًا بالإطاحة بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، وأخيرًا سحب قاعدة ” العديد ” التي كانت تتحامى بها من أراضيها.

وانتشرت الأنباء الفترة الأخيرة عقب إقالة ريكس تيلرسون المعروف بميولة القطرية؛ حول أن سلاح الجو الأمريكي؛ يسعى في الوقت الحالي إلى إخلاء قواعده الكبرى في الشرق الأوسط، في تركيا وقطر.

وقالت مصادر إن أمريكا ستخلي قاعدتي إنغرليك في تركيا، والعديد في قطر؛ على أن يتم نشر قوات أمريكية كبرى داخل الأراضي السعودية؛ وهو ما يمثل ضاربة قاتلة للنظام القطري الذي سيفقد الثقل الذي كان يستغله على مدار الفترة الماضية تحت حماية قاعدة العديد.

ويعد نقل قاعدة العديد إلى أمريكا هو بمثابة زلزال عسكري استراتيجي؛ ناتج عن اتفاق مشترك بين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ حيث االتقيا الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض؛ لبحث نقل القاعدة بالفعل.

وفي ظل الأوضاع السيئة التي باتت تحيط بالنظام القطري المكابر؛ لم نسمع صوتًا لإيران الحليف الأقوى لقطر، فعلى ما يبدو أن قطار شريفة قد تعطل في مواجهة ثورة الشعب التي اشتعلت منذ عدة أشهر وفشل في إخمادها.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي، زاد الأمر سوءً في شهر سبتمبر الماضي عندما صرح من داخل أروقة جامعة الدول العربية، ومن أمام الدول العربية المكافحة للإرهاب المقاطعة لقطر، بأن إيران هي دولة شريفة على الرغم من انتهاكاتها وبصماتها المليئة بالدماء في عدد من الدول العربية.

وكان المريخي يوجه كلمته لوفود وممثلي السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وهم الدول المقاطعة لقطر، قائلًا : ” إذا كنتم متخيلين أنكم تضروننا في شيء، فالضرر على الخليج العربي كله”.، مؤكدًا على أن إيران دولة شريفة.

وفي هذا السياق رد حينها أحمد قطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية قائلًا: ” يقول مندوب قطر إن إيران دولة شريفة! والله هذه أضحوكة! إيران التي تتآمر على دول الخليج.. التي لها شبكات جاسوسية في البحرين والكويت أصبحت دولة شريفة.. التي تحرق سفارة السعودية.. هذا هو المنهج القطري التي دأبت عليه ” .

وعند النظر إلى شريفة الأن والبحث عنها نجدها قد تخلت عن قطر تمامًا في ظل معاناتها من انتفاضة الشعب الذي ثار على نظام الملالي الفاسد.