هل لـ ” البول ” قيمة؟.. قد يجيب غالية الناس على هذا السؤال بالضحك سخرية من السؤال، أو بالإجابة بـ ” لا ” ، إلا أن الشعب الروماني حطَّم هذه النظرية عندما فرض ما يعرف بـ ” ضريبة البول ” في روما القديمة.

وعرفت الإمبراطورية الرومانية بالعديد من الأشياء الغربية والمدهشة، لذلك لم يكن غريباً أن يكون للبول قيمة كبيرة في روما القديمة، فكان يرى هذا الشعب أن البول يحتوي على كميات هامة من الأملاح المعدنية، كالبوتاسيوم والفوسفور.

وكان للبول أهمية كبيرة جداً عند الرومان الذين أقدموا على خلطه بقطع من الخفاف المهروس؛ لاستخادمه كنوع من أنواع معجون الأسنان الفعالة؛ لإيمانهم بأنه أفضل وسيلة للحفاظ على بياض الأسنان وحمايتها من التسوس.

وتضمنت منافع البول البشري التي كان يراها الرومان أن تم الاعتماد عليه بشكل كبير جداً من أجل غسل الثياب التي تحمل بقعاً مستعصية؛ لاحتوائه على كلوريد.

ولأن مكانته كانت هامة جداً عن الإمبراطورية الرومانية، فأصبح البول مجال للتجارة التي حققت إيرادات مالية ضخمة، ما جعل الإمبراطور نيرون يفرض ضريبة جديدة على هؤلاء التجار فيما عرف بعد ذلك بـ ” ضريبة البول ” .

ورفع الإمبراطور فسبازيان، قيمة ضريبة البول مرات عديدة؛ لزيادة عائدات الدولة من هذه التجارة المربحة بعد أن أصبحت خزينة الدولة شبه فارغة.

وقام كذلك بإنشاء أعداد كبيرة من المراحيض العمومية التي يتم تجميع البول فيها وبيعه لتجار البول، ولكن الإمبراطور المستقبلي لروما تيتوس، احتج على سياسة والده (فسبازيان)، التي أثقلت كاهل الأهالي بضرائب غريبة.