القنية هي ينبوع الأحزان ..فلا تقتنوا الأحزان) سقراط أكبر خطأ قد نقترفة في حق أنفسنا هو أعطاء الفرصة للحزن بالسيطرة علينا ، فلم يجلب لنا سوى الألآم والحروب الداخلية.

الحزن مقبرة الحياة على الرغم من أنة جزء لابد منه في عالمنا ، فلا توجد هناك حياة مثالية خالية من الأحزان ولو وجدت مثل تلك الحياة لم أستطعنا الأستمرارية فيها ولأحسسنا بأن هناك نقص لابد من وجودة لكنا نجهل أين هو .

نحن بشر نتأثر ونتألم ،نظهر القوة على الرغم مما نمر بة ومايحدث بداخلنا من معارك نفسية وصراعات عدّة ، لذلك من الطبيعي إذاً أن نقع في المصاعب والأخطاء وعندما يحدث لنا ذلك لابد من ظهور جزء من نقاط ضعفنا للعالم ، ومراحل ضعف الإنسان جزء لايتجزء من منظومة الحياة ، وهي مرحلة لابد من عبورها إلى خانة النضوج، وعندما تصل إليها ستدرك أنك أصبحت أقوى مما كنت علية ، فلا يوجد هناك حزن مستمر كما أنه لايوجد هناك فرح دائم ، وكلما واجهت أحزاناً أخرى وكافحت من أجل التخلص منها والحفاظ على الثبات كلما نضجت أكثر وأستطعت الأستيعاب أنه لابد على الإنسان من المثابرة والكفاح ،فالركود والإستسلام والضعف لم يجدي نفعاً .

يجب أن نتقبل ماتهبة لنا الحياة مهما حدث وأن نتعايش معة أياً كان ذلك وأنه أن لم نفعل فلن نستطيع التقدم ، سنظل عالقين في حفرة وعرة خائفين وغير راضين ، ولا يوجد هناك أي شخص يستطيع إنقاذنا سوى أنفسنا ف أنت وحدك من تستطيع النجاة أو الرضوخ لما آل إليه حالك، وأنت وحدك من ستكتشف خبايا داخلك ، لتأكد أن الحياة ماهي إلا جسراٌ للمشاة ليست باقية وستفنى لامحالة .

لابد من إمتلاك الإنسان جزء من الشجاعة والإقدام لمواجهة الأحزان والمصاعب وفي ظل ذلك يجب أن يسعى بقدر الإمكان إلى عدم إيذاء من حولة إزاء مايشعر به ، فلا ذنب لأحدهم ، ومانمر به من ألماٍ لايعطينا الحق في مس قلوبهم ، وسلاماً لمن يحمل في قلبة الحزن ويظهر للعالم بأجمعة السعادة.

عزيزي القارئ أرجو منك الإنصات جيداً لهذة القصة حتى تعلم أن كل حزن ضروري ولابد منه لنصبح أقوى وأنضج وأكثر عقلانية في حياتنا.

( تحدّث أحد المفكرين يوماً مع رجل قد ناهز عمره الثمانين يبتسم بوقار رغم حزنٍ نبيل يلوح في عينيه فسأله: يبدو أنك تعيش وحيداً ، فأجاب :نعم، لقد عشت ستين عاماً مع شريكة حياتي وقد أحببتها منذ الأيام الأولى لنا في الجامعة وعشت معها أحلى السنين ، ولما كبرنا كنت أكثر ماأخاف عليها هو أن أموت وأتركها وحيدة، فلما طالتها يد الأقدار قبلي، واسيت نفسي قائلاً: حسناً …إن أفضل امتنان أقدمه لها تعبيراً عن حبي هو أن أتحمل لوحدي الضعف والوحدة بدلاً منها ، وقد وعدتها تلبيةً لرغبتها أن لا أدع الابتسامة تفارقني مهما جارت عليّ الأيام .

ملاحظة القصة مقتبسة من كتاب الإنسان النوراني للكاتب (مهدي الموسوي).