لأخلاق كلمة صغيرة المبنى عظيمة المعنى والأخلاق صفة نفسية محبوبة أو مذمومة وغالباً عندما تطلق كلمة أخلاق يراد بها الحسنة منها لا القبيح والأخلاق كالأرزاق قسمها الله بين عباده فأعطى كل واحد منهم نصيباً إلا أن بعض الاخلاق سجايا مكتسبة يتحلى بها الانسان ويكتسبها من أهله وقرابته وأقرانه ولا شك أن هذا الخلق يترتب على المجتمع وتكوينه، فالفرد أساس هذا المجتمع واللبنة الأولى له.

لقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم على مكارم الأخلاق حيث قال صلى الله عليه وسلم (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) لأنها أساس لكل خير ونقاء لكل مجتمع.

إن التلوث الأخلاقي يتكون من جرّاء بعض الأفعال التي لم يتعود عليها المجتمع وقد تكون من تغيّر بعض المفاهيم أو الاستسهال في بعض الأمور ورؤيتها بالشكل الخاطئ وتحولها من الحالة الإيجابية الصحيحة إلى الحالة السلبية الخاطئة.

إن المتأمل في واقع أفراد المجتمعات المعاصرة باختلاف جنسياتها وأماكنها وفئاتها يلمس مدى اتساع التلوث الأخلاقي والابتعاد عن القيم التي كانت تميز المجتمعات السابقة، ومن ذلك: انتشار الكذب والخيانة وقلة الصادقين والأمانة، والابتعاد عن خلق الحياء، وانتشار التهور والانحراف بين كثير من الشباب والفتيات، وغياب التوقير والاحترام داخل الأسر، وقطيعة الأرحام واحتقار الآخرين إضافة إلى ذلك العنصرية القبلية والتي تؤثر كثيراً في تماسك المجتمع.
إن الإنسان الذي يعيش في المجتمع الملوث أخلاقياً يكاد يفقد علاقاته بأهله وأحبابه وكل قريب منه بسبب بعض الأفعال الخارجة عن أخلاق دينه ومجتمعه.
يا أحبتي إن مكارم الأخلاق تبني مجتمعاً محترماً قادراً على حل جميع مشكلاته داخل الأسرة وخارجها إضافةً إلى الاحترام الكبير الذي سيحصده الفرد والمجتمع من خلال حسن الخلق، فلنتمسك بالأخلاق النبوية والتي امتدحها القرآن الكريم لنبيه الكريم في قوله تعالى: “وإنك لعلى خلقٍ عظيم” ونطبق هذه الآية فعلياً وليس بالأقوال.