كأي طفل في المجتمع العربي رسخت في أذهانهم أن ” العيب ” نوع من العبادة مقدمًا على كل شيء حتى صنعوا الخوف صناعة في دواخلنا فلم نسمع في الطفولة إلا أن الله رب النار حين يتعلق الأمر بتخويفنا، وأن حديث الكبار مقدس لو كان حديثهم تأويلات بُنيت على تقاليد بالية لا تتعلق بأي دين، وكصغار في السن أو شباب أو نضّج علينا هز رؤوسنا بنعم وصحيح، وأصبتم. أما من خرج عن تلك القاعدة فهو شاذٌّ عنهم منكر بينهم.

حفظنا قواعد المجتمع التي ما أنزل الله بها من سلطان إذ علمونا أن الرجل كامل لا يعيبه أي حادثة تحدث، حفظنا الأعذار عن أي متحرش بما يندرج تحت مسمى التحرش أو مروّج أو مهرّب أو مخمور أو محتال أو عاق؛ الرجل في المجتمع المزيف لا يقع عليه أي لوم أما قواعدهم عن المرأة.. فهي كائنة ناقصة عقل، والإسلام بكامل تشريعاته هو من أثبت ونقل وكتب على صفحاته هذا الحديث.

كان السؤال يقرع أذهاننا هل علينا أن نخجل من أنفسنا وتكويننا كإناث دون الذكور؟ مثلاً!
حين كبرنا في مقاعد الفصول سمعنا حديثًا مغايرًا تمامًا قرأنا الكتب وتفسيراتها وصدمنا بالتناقض..سلسلة طويلة من السنوات ونحن نخاف العيب كيف دخل الحرام في فقه تربيتنا؟!

أين كلمة العيب في الأحكام؟
وحين لم نجدها كان صعبًا على الجميع تغيير مفاهيم غُرِست في الطفولة، فكيف يُلْغَى ما نحت على الحجر إلا بدفنه!
قرأنا عن الجنة تعجبنا أين النار.؟ ولمن؟ فلم نجد علاقة بين الإجابة وذنوب طفولتنا البريئة..

حضرنا مجلسًا لمعلم التفسير يخبرنا بمعنى النقص في شهادة النساء في الآية، ولماذا نحن الناقصات دون الرجال؟! كان الحديث يشعرنا بأننا نكتمل عن الرجال لطالما أن العواطف أكبر، وهذا ما لا يستوعبه عقل الجاهل تحدث معلم التفسير، ونحن ننتظر أن يذكر قاعدة مما قيلت في طفولتنا فلم نجد إلا أسرابًا.!

نعم فهمنا الدرس جيدًا عنوانه “الحديث المكذوب” ومضمونه بعض من فئات المجتمع توشحت بخلق الجاهلية الأولى، وقصرت عقولهم في علم الدين أما نحن النساء فهذبتنا الكتب، وصححت لنا مزاعمكم!!