تشتهر شخصية ” جحا ” بين العرب؛ إذ يتداولون الكثير من الروايات والنوادر حول الشخصية التي ترجع للتاريخ العربي، حيث تركت في المخيلة الشعبية صورة جلية للفيلسوف البسيط حيث يتراوح كلامه بين الحكمة والبلاهة.

وأشار الأديب العربي، عباس محمود العقاد إلى أن شخصية جحا هي نتاج عقل جمعي على مدى عصور من فترة بواكير الإسلام إلى الزمن الراهن، كما أنها أيضًا أنتجت بأكثر من صورة في البيئات العربية والفارسية والتركية؛ بحيث كان لكل بيئة نموذج مشابه لشخصية جحا.

وأوضح الدكتور محمد رجب النجار في كتابه ” جحا العربي ” إلى أن جحا: ” استطاع الجمع بين الذكاء اللمّاح والتهكّم، فكان لسان حال الشعب العربي من الحاكم، وذلك من خلال نوادره التي كانت تجسيدًا حيًا وفعّالًا لما شاهده الناس عبر العصور من ظلم واستبداد، ولكن بشكل ساخر. ”

وقالت مصادر أنه تعود أقدم القصص المنسوبة إلى جحا في التراث العربي إلى القرن الأول الهجري، أي السابع الميلادي، بالتحديد إلى رجل يدعى دُجين بن ثابت الفزاري، وقد كان يلقب بجحا وكان ظريفًا، لكن يقال إن الكثير من القصص المنسوبة حوله هي قصص ملفقة وغير صحيحة.

وذكر العلامة الحافظ ابن عساكر، حديثًا عن جحا قائلًا: إنه عاش أكثر من 100 سنة، وذكر أنه من التابعين، وكانت أمه تعمل خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة، وحذر لهذا فلا ينبغي لأحد أن يسخر به.

ولفتت الروايات إلى أن ” دجين الفزاري ” الملقب بـ ” جحا ” كان فقيهًا وبالتالي فكثير من القصص قد انتحلت عليه جراء الخصومات السياسية في تلك الأيام، ويورد النسائي قولًا: ” لعل التجريح قد جاء مما نسب إليه من نوادر وفكاهات لا تليق براوي حديث ” ، وهناك من رأى أن الرجل وقع فريسة المكايدات بين أهل الكوفة والبصرة في تلك العصور.