عند ظهور أول تجعيدة في الوجه، يشعر الشخص أنّ عقارب الساعة باتت أسرع، فيقوم بالمستحيل للتخلص من كل مؤشرات الشيخوخة. الّا أنّه في بعض الاحيان لا تكون النتيجة مرضية أو حتّى يمكن ألّا تكون الخطة العلاجية فعّالة.

لذلك، تمّ تحديد طريقة عمل شاملة تعرف بالـ ” MD Codes ” من قبل جرّاح التجميل العالمي موريسيو دي مايو لتنظيم الحَقن في الوجه. في هذا السياق قالت اختصاصية الطب الداخلي والدراسات المعمقة في الطب التجميلي غير الجراحي، والتي تمرّست في تقنية الـ ” MD Codes ” مع موريسيو دي مايو، الدكتور باسكال أبو سليمان، إنّ “هذه التقنية تتركّز على تنظيم إجراء حقن الفليرز في الوجه.

فالطريقة القديمة كانت تقوم بمعالجة عوارض الشيخوخة، فمثلاً لطالما زارنا مرضى يزعجهم الخط الظاهر أسفل فمهم، ليقوم المختصّ بحقنهم في هذه المنطقة.

وهذه الطريقة غير صحيحة، لا سيما أنّ الكثير من الابحاث الجديدة تشير الى أنّه من الممكن اعتبار الشيخوخة مرضاً في المستقبل ما يحَتّم وضع خطة متكاملة لمعالجتها كأيّ مرض آخر. وتجدر الاشارة الى أنّ الكثير من العوامل ساهمت في ظهور ما يعرف بالشيخوخة المبكرة لبشرة الوجه، فبينما كانت التجاعيد تظهر في عمر الـ40 تقريباً، أصبحنا نراها اليوم في الـ20 أحياناً”.

ذوبان الدهون

أحد أبرز أسباب ترهّل الوجه وظهور الخطوط غير المرغوبة فيها، هو ذوبان الدهون التي تعتبر الدعم الاساسي للوجه. وتوضح د. أبو سليمان أنه “عند ذوبان هذه الدهون لا سيما في منتصف الوجه، يصيب الترهل الوجه ككل، إضافة الى العيون.

وهنا يجب ان تكون المقاربة مختلفة، فالمعالجة يجب أن تقتضي على معالجة المشكلة الاساسية وليس العوارض. وبالتالي على المختصّ تنفيذ الحقن مكان الدهون التي تحللت وسَبّبت الترهّل، وليس التوجّه لِحقن الخطوط فقط”.

هندسة الوجه

يمكن اعتبار الحقبة الحالية ثورة في مجال التجميل الحقيقي بواسطة الفيليرز، رغم أنّ هذه الوسيلة ليست جديدة، الّا أنّ طريقة الحقن حديثة وتؤدي الى تغيير النتيجة بشكل واضح جدّاً. وفي التفاصيل تشرح د. أبو سليمان أنّ “شد الوجه ورفعه أصبح امراً ممكناً وبنتيجة طبيعية غير مبالغ فيها.

وتتلخّص تقنية الـ”MD Codes” باختراع نقاط محددة واسماء لكل منها على مدار الوجه، مع تحديد كمية الحقن التي يمكن تنفيذها في كل منها، فلم نعد في عصر الحقن العشوائي.

هذه الطريقة التي أثمرت بعد عدد كبير من الدراسات والابحاث والتجارب والخبرة، أصبحت لغة جديدة وموحدة لكل أطبّاء التجميل بهدف تنظيم اماكن الحقن.

وفي التفاصيل إنّ الـ”MD Codes” تسمح للطبيب بهندسة الوجه ككل باتّباع خطة علاجية معينة تكشف كيفية تقسيم الوجه وفق النقاط المحددة. ويوجد مَن يعانون عدم توازن أو تناسق بين الشفة العليا والسفلى، أو انّ حاجباً أعلى من الآخر. اليوم اصبح بإمكاننا جَعل الوجه متوازناً وتصحيح هذا الخلل.

ففي حال الشفاه، ليس من الضروري أن تكون المشكلة بالشفاه نفسها، وحتى اذا قمنا بحقن شفة أكثر من اخرى بهدف التخلص من الترهّل، قد يظهر الفرق بينهما بعد أكثر. فالمشكلة يمكن ان تكون في المنطقة حول الشفاه ما يستدعي تصحيح سبب الترهّل اي الوجه ككل، ومن جلسة الى اخرى سنتمكّن من التخلّص من هذا الفرق”.

حالة طارئة

يتساءل كثيرون عن العمر المثالي لبدء عملية الحقن والتجميل، فهل تحدد هذه التقنية العمر المثالي للحقن؟ تجيب د. أبو سليمان: “لا يوجد عمر محدد أبداً، فذلك يختلف من بشرة الى أخرى. فإذا كان هناك فتاة في العقد الثاني من عمرها، تعاني من ترهلات، فإنّ حالتها تعتبر طارئة في عالم التجميل عكس المنطق السائد الذي يقول: كلما تأخّرنا كلما كان ذلك أفضل.

تغطي هذه التقنية الوجه ككل وحتى العنق، ويستعمل خلالها الفيليرز غير الدائم. فهل تختلف عدد الجلسات والمدّة التي تستمر فيها النتيجة مقارنة بالطريقة التقليدية؟ تؤكد د. أبو سليمان أنّ عدد الجلسات يختلف من شخص الى آخر، والخطة العلاجية توضَع بالاتفاق مع المريض.
فإذا كنّا نعمل على الوجه ككل قد نحتاج الى 8 حقنات أو اكثر، ولكن هذا سيكون عبئاً مادّياً على المريض، لذلك نقسّم الخطة العلاجية على عدد من الجلسات بحسب ما يوافقه.

أمّا عن استمرار النتيجة، فيمكن أن يبقى التحسّن لمدة سنة أو سنة ونصف إذا اهتمّ المريض بنفسه وتابع خطة العلاج، عندها يمكن ان تستمر النتيجة الى سنوات عديدة”.