عند ذكر أسماء رموز وعمالقة الفن العربي، فلابد أن نتذكر السعوديات اللاتي لمعن في سماء الأغنية الخليجية، الذين أثروا في الساحة الفنية، بأغان مازالت محفورة في ذاكرة التاريخ، ويتغنى بها كبار الفنانين، رغم صعوبة الظهور آنذاك، إلا أنهن قدمن للأغنية السعودية، طريقًا حتى وصل للعالم العربي، وفي هذا السياق سنستعرض أبرز السعوديات الاتي لمعن في رحلة الأغنية السعودية.

– توحة ” أم كلثوم السعودية ”
اسمها الحقيقي فتحية حسن يحيى، من مواليد محافظة الأحساء، شرق المملكة، بدأت علاقاتها الفعلية بالغناء في بداية الستينات الميلادية، وحققت الانتشار في منتصفها، عن طريق الاسطوانات بأغنية ” خايفة أقول لك كلام ” من كلمات صالح جلال، ولحن مشترك بينها وبين شقيقها، والمطرب فوزي محسون.
وهي أول صوت نسائي قدم السامري وأغنيات التراث، وأدت معظم الألوان الغنائية ” الدانة، المجرور، الحدري، المجسات والأغنيات الخفيفة ” .

– ابتسام لطفي ” الحنجرة الذهبية السعودية ”
اسمها الحقيقي خيريه قربان وولدت كفيفة، وبرغم أنها صادفت، أثناء ظهورها عربيًا عمالقة الفن العربي، أمثال أم كلثوم، والفنانة السورية سعاد محمد، وفيروز، وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة وغيرهن، إلا أنها فتحت جانبًا مهمًا، لدى المهتمين في المجال الغنائي العربي، والاتجاه قصريًا؛ لمداعبة حنجرتها الذهبية، عبر أنامل ملحني الوطن العربي الكبار.

وامتدت مسيرتها لأكثر من 50 عامًا، وبرزت كمطربة وملحنة، كما تعتبر من الرعيل الأول من الفنانات السعوديات، بالإضافة إلى أنها كانت عازفة محترفة، على آلة العود وقدمت أكثر من 450 أغنية، ومن أشهر أغانيها، ” أشر لي بالمنديل ” و ” على العقيق اجتمعنا ” و ” استحلفك بالله ” و ” بين مكة وجدة عقلي أنا رايح ” .

– ثريا قابل
ولدت في حارة المظلوم بمدينة جدة القديمة، ويرتبط اسمها، بأحد أعرق الشوارع التجارية القديمة، في جدة ” شارع قابل ” ، واشتهرت بالشعر الشعبي، حتى لقبت بصوت جدة، و كونت مع الراحل فوزي محسون، عمودين أساسيين في حقبة الشعر الغنائي.

اختار الفنان طلال مداح، اسمها الفني ابتسام لطفي؛ تعبيرًا عن ابتسامتها ولطفها، من ألقابها سيدة الغناء الخليجي، كوكب الجزيرة، أم كلثوم الصغيرة، شادية العرب، ومن أشهر أغانيها ” سافرو ولاودعوني، ودعتك الله يا مسافر، لا لا يالخيزرانه، ياسارية خبريني ” .


– عتاب
اسمها طروف عبد الخير آدم طلال، ” الشهيرة بـ ” عتاب ” ، من مواليد الرياض عام 1947، ودخلت الوسط الفني في سن مبكرة، وهي لا تتجاوز 13 عامًا، عندما اكتشفها الفنان طلال مداح، وكان لصوتها الجميل وعشقها للفن دور في ذلك.

واختارت لها المعلمة لقب ” عتاب ” ، لرمزيته العاطفية، وفي تلك الفترة كانت الطفلة السمراء البشوشة تغني في الأفراح، وتصاحبها في العزف على العود فنانتان سارة عثمان و حياة الصالح، وفي عام 1966، قدمت أولى أغنياتها بعنوان ” لا يا بنت ” ، من ألحان فوزي السيموني، ومن ثم سجلت مجموعة من الجلسات الغنائية، لتلفزيون الكويت، بصحبة الفنان حيدر فكري فغنت ” يعني كيف ” و ” الله حسيبك ” ” ودعتك الله ” .

ورغم إقامتها الطويلة في مصر، إلا أن عتاب حافظت على هويتها الموسيقية بإخلاصها للأغنية الخليجية والسعودية على وجه التحديد، فلم تتجه للغناء بغير لهجتها إلا في مناسبات معدودة.