أثبتت دراسة حديثة أن الأطفال الذين ينشئون وسط مساحات خضراء أكثر استفادة من حيث نمو خلايا المخ، ليتأثروا إيجابيًا، مما يساعد في تحسين مستويات الذاكرة لديهم وتراجع فرص عدم الانتباه بينهم.

وذلك لأن أطفال المدارس الابتدائية الذين نشئوا في منازل محاطة بمساحات خضراء يميلون للاحتفاظ بمساحات أكبر للمادة البيضاء والرمادية في المخ، مما أكد أن التعرض للمساحات الخضراء في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يؤدى إلى تغييرات هيكلية مفيدة للمخ.

وتُعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تقيم العلاقة بين التعرض الطويل الأمد للمساحات الخضراء وبنية المخ.

وأجريت التجربة على 253 طفلًا، عبر تقدير التعرض مدى الحياة للمساحات الخضراء السكنية باستخدام المعلومات المستندة إلى الأقمار الصناعية لعنوانين الإقامة منذ الولادة وحتى بدء المرحلة الدراسية، كما تم دراسة تشريح المخ، باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للرنين المغناطيسي، وتقييم مستويات الذاكرة العاملة وفرص عدم الانتباه باستخدام الاختبارات بالكومبيوتر.

وأظهر تحليل البيانات المنشور أن التعرض طويل الأجل للخضرة يرتبط ارتباطًا إيجابيًا مع حجم المادة البيضاء والرمادية في أجزاء المخ، التي تتداخل جزئيًا مع تلك المناطق المرتبطة بدرجات أعلى في الاختبارات المعرفية.

مما جعل الباحثون يؤكدوا على أن المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصًا لاستعادة نفسية وتدريبات سريعة في الاكتشاف والإبداع والمخاطرة، وعلاوة على ذلك فإن المناطق الأكثر اخضرارًا غالبًا ما يكون لها مستويات أقل من تلوث الهواء والضوضاء.