أكد مجموعة من خبراء الصحة النفسية أن المقالب تعتبر من التصرفات التي تؤدي للأذى النفسي إذا زادت عن حدها وخرجت عن سياق المزحة الخفيفة.

حيث تتميز الصداقة بالدعابة والمرح، ولكن أحياناً تأخذ تلك العلاقة منعطفًاً ذا تأثيرات سلبية ونفسية خطيرة، وذلك عندما تصبح المقالب هي مصدر التسلية والترفيه.

وبالنسبة للأطفال فقال الخبراء إن لفت الانتباه هو أحد أسباب القيام بالمقالب التي تكون أكثر شيوعاً بين الأطفال حيث تتميز بالمشاكسة والمداعبة والبراءة أيضاً، لكنها أحياناً قد ترتبط بالسمات الشخصية للطفل، فليس كل طفل يحب المقالب.

حيث أن الطفل الذي يقوم بعمل المقالب مع أصدقائه يكون غير قادر على أخذ حقه، فيلجأ للمقلب كوسيلة غير مباشرة للرد على إساءة أحد أصدقائه أو التعبير عن الغضب، وأحياناً تكون المقالب بين الأطفال ظريفة حسب شخصية الطفل والموقف، لأنه يكون لطيفاً لو حدث بشكل تلقائي حسب الموقف.

أما بالنسبة للمقالب بين الكبار فيرى الخبراء أن المقلب مع الصديق المقرب يختلف عن زملاء العمل أو غير المقربين الذين ربما يتفهمون الموقف ولا يفسرونه بشكل سلبي أو باستياء إذا تم المقلب في حدود المعقول.

حيث أن الموضوع له جوانب سلبية وإيجابية تختلف حسب المقلب نفسه فالأمر نسبي، إذ يمكن أن نجد أشخاصاً يتقبلون الصدمات ويتعايشون معها وآخرون يصابون بصدمة.
فالعامل الحاسم الوحيد هو شخصية الإنسان الذي تعرض للمقلب، فهناك من يعانون من الفوبيا تجاه بعض الأشياء مثل خوفهم من حدوث مكروه لأطفالهم أو غيرها من الأمور. وعندما يصبح المزاح في هذا الإطار مزعجاً.

المقالب بين الزوجين :
لا يجوز أن يكون المقلب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن المرح أو التسلية بين الزوجين، فنوع المقلب يختلف، فمثلاً مقالب الزوج أو الزوجة للفت الانتباه وإشعال نار الغيرة والحب كلها تؤدي إلى وقوع مشاكل بين الزوجين.

كما أن المقالب عند الكبار تكون مدروسة ومخططة وتشبع عدة دوافع مثل الانتقام من شخص أو التخطيط مثلاً لإفشال علاقة بين حبيبين، أما عند الصغار فيكون الوضع مختلفاً حيث يقومون بها بشكل عفوي برئ.

مقالب التلفزيون :
يُعتبر تأثير البرامج خطير جداً على الأطفال، فهم لا يدركون مدى خطورة الموقف فربما يحاولون تجربة تلك المقالب مع أصدقائهم أو أنفسهم.
فيجب أن نوضح للطفل عمق الموضوع ومدى خطورته وتوضيح الصور التي لا يرى منها إلا الجانب الفكاهي في إطار تمثيلي، ومن هنا يستطيع الطفل تحليل الموقف في كل أمور حياته ويعتاد عدم تلقي المعلومة فقط وإنما تحليلها ودراستها ومناقشتها.

حيث أن المشكلة تكمن في حالة صغر السن للطفل لدرجه لا تسمح له بالاستيعاب، فهذا يؤثر على نفسيته بل ويعلمه التخطيط للأذى بشكل أو بآخر إما بدافع التعبير عن الغضب بشكل غير مباشر أو لمجرد التسلية وتضييع الوقت مما يجعله يرى السعادة والمرح في إيذاء الطرف الأخر.