أكدت الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل رئيس جمعية أسر التوحد، على استعداد الجمعية لتبني إنشاء أوقاف مخصصة لأسر مرضى التوحد، وإيجاد مراكز متخصصة لتدريب الصغار، متساءلةً عن مستقبل المصابين بالتوحد خاصة صغار السن منهم.

جاء ذلك خلال كلمتها التي ألقتها في ملتقى مستقبل التوحدي والذي نظمته جمعية أسر التوحد الخيرية برعاية إعلامية من إعلاميون مبادرون ، إذ شهد الملتقى بالأمس حضوراً لافتاً ملأ جنبات قاعة باريس بفندق الفورسيزون ببرج المملكة.

كان ذلك بحضور الأمير سعود بن عبدالعزيز الفيصل، وأعضاء من مجلس الشورى وعدد من الإعلاميين والمختصين المهتمين بمضطربي التوحد ، وأسر التوحديين، وسفراء الإعلام التمريضي بصحة الرياض.

وبدأت فقرات الملتقى بآيات من القرآن الكريم بتلاوة من الشاب التوحدي عبدالعزيز المسيب، ثم بعد ذلك عُزفت أنشودة السلام الملكى  بصوت طفل توحدي، وقف معه الحضور متفاعلاً، وسط تصفيق حار.

بعد ذلك أستمع الحضور لجلسة حوارية أدارها الكاتب الصحفي حماد السهلي مع ضيف الملتقى الدكتور صالح الصالحي استشاري في النمو والسلوك عند الأطفال ورئيس وحدة النمو والسلوك بمدينة الملك فهد الطبية، والذي ذكر بأن عدد المصابين بالتوحد بالمملكة أكثر من 150 إلى 300 الف توحدي.

وقال الصالحي: بأن  ‏وزارة الصحة اعتمدت  لأول مرة تعليمات بفحص وتشخيص التوحد وتم تعميم ذلك لجميع المديريات الصحية في المملكة وهذا يسجل للوزارة وعن دور الأسرة،وأضاف بأن تثقيف الاسرة في علاج التوحدي ودمجه في المدارس مطلب رئيس مضيفا بأن الوزارة لم تقدم سوى 40 %  لمن يعانون من اضطراب التوحد.

بعدها أُتيح للحضور المشاركة وطرح الأسئلة والتى تنوعت بين مطالبات بإنشاء مراكز مخصصة تهتم وتعتني بالطفل التوحدي تضم أقسام تدريب وتأهيل، إذ لاتتوفر بالمملكة مراكز متخصصة ما يضطر أسر التوحديين إلى السفر للأردن والتي تتوفر فيها مراكز مخصصة لمرضى التوحد أو بعض الدول الاوربية مما يثقل كاهل أسرة التوحدي ويجعلهم يعيشون المعاناه مع ذوي التوحد .

وطالب المشاركون أثناء مداخلاتهم بسرعة إنشاء هيئة الاعاقة و التى يتوقعون أن تحقق كل متطلبات من يعانون من الاعاقة بالمملكة العربية السعودية ،وفيما يخص تأهيل التعليم والطرق والحياة العملية لذوي الاحتياجات الخاصة، أوضح الدكتور  عبد الرحمن العناد عضو مجلس الشورى، أنه تم تأهيل شوارع المملكة لسهوله حركة ذوي الاحتياجات، وأنه يتم تطبيق نظام الدمج في التعليم، وغيرها من الخطوات التي تساهم في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وشارك الدكتور عبد الرحمن الهيجان عضو مجلس الشورى، بكلمة خلال الملتقى ،أكد فيها على ضرورة تحديد التوجه الذي تقوم عليه الجمعية حتى لا تتشتت، وقال: ” هل تركز الجمعية مثلا على الأسرة ،و يصبح التدريب والتركيز الكبير على الأم والأب، أم يكون التوجه لمراكز التدريب “، مضيفًا : ” كلما اختصرت أي جهة وعرفت مسارها نجحت “.

وتعرف الحضور على مدى معاناة أسر التوحديين بمشاركة أحد الأمهات وأحد الآباء، واللذين نوها أن الأم والأب هما أكثر صلة بالطفل، والمسؤلية الكاملة تقع عليهما في كيفية التعامل مع طفل التوحد.

ولفتت أم الطفل التوحدي ” عبدالرحمن ” إلى أنه لا بد من التوعية الاجتماعية وأن تعلم كل أسرة أن مرض التوحد ليس نهاية المطاف ، وأضاف والد الشاب التوحدي ” طارق ” أنهم احتاج لدورات تدريبية للتعامل مع ابنه التوحدي، وآلمه أن المجتمع ينظر إلى الطفل التوحدي على أنه عنيف و قد يؤذي غيره بل بالعكس فالتوحدي شخص هادئ ويستطيع التأقلم مع الأسرة والتكيف معها متى ما وحد العناية والاهتمام المناسب .
.

وشارك الشاب التوحدي المحتفى به  أحمد المكينزي والحاصل على درجة البكالوريوس بالتربية الفنية من جامعة الملك سعود
حيث تفضل الدكتور فهد الشمري المشرف على المرحلة الجامعية للطلاب المكينزي بشرح الخطوات التى استطاع من خلالها تذليل كافة الصعاب حتى تمكن المكينزي من تحقيق حلمه ،الدكتور الشمري ذكر بأن الأميرة سميرة الفيصل كانت على اتصال شبة يومي لمتابعة المكينزي وأضاف بأنه استطيع بالاخير ان ينجح في حصول المكينزي على الشهادة الجامعية بالتربية الفنية كونه لا يستطيع أن يصبح معلما.

بعد ذلك تم دور التكريم للجهات المشاركة وأعضاء الجمعية المساهمين في نجاحه ،يشار إلى أن اعلاميون مبادرون  هم الراعي الإعلامي لهذا الملتقى والذي شهد حضورا إعلاميا مميزا من كافة وسائل  الإعلام ومشاهير السوشل ميديا .