طرحت هذا التساؤل على نفسي مراراً و تكراراً .. بعد ان أذهلني توجه اعلامنا التليفزيوني و اعلامنا الحديث في شبكات التواصل الاجتماعي فأصبح شغلنا الشاغل “فلان وعلان” .. فبعد ظهور “ام عيون” في ملاعبنا و استضافتها في احد البرامج التيلفازية لتليها بفترة قصيره ظهور “بائع الكليجا” و الذي اصبح هوس اعلامنا و شغله الشاغل .

ولَم يكتفي اعلامنا و مجتمعنا بذلك بل تلاهم ظهور “فتاة الكيمياء” .. فالقاسم المشترك الوحيد بين الثلاثة انهم أصبحوا حديث الشعب و الشارع و “ترند” مواقع التواصل ..

الى جانب وضعهم في قائمة ضيوف برامجنا التيلفازية.. جميعهم لم يقدموا أية اضافة تذكر بل كشفوا عن الستار وما كان مغطى سابقاً .. اعلامنا اصبح يجعل من توافه الأمور حديثاً للشارع .. اعلامنا صنع من التافهيين شخصياتاً مهمه وجعلها تتصدر المشهد.. و كأننا تناسينا الأشخاص الفاعلين في المجتمع و الذين لا ينفكون عن صناعة التقدم في مجتمعنا .. تجاهلنا قصص الناجحين والمفكرين وحتى الأدباء .. تجاهلنا المخترعين التي تسطرت بأسمائهم مجلات البحوث العلمية.. تجاهلنا قضايا مجتمعنا المهمة و التفتنا الى توافه الأمور.. صناعة الاعلام لا يجب ان تكون في أيدي من يظنون ان “ترند” مواقع التواصل و احاديث الشارع هي ما نضعه في قائمة اهتمامات الجمهور.. مجتمعنا اكبر من ان يكون شغله الشاغل فتاة حضرت الملعب بكتابها ولا رجل ظهر بمظهر حسن.. همومنا اكبر وإعلامنا يجب ان يرتقي الى اهتماماتنا وان لا يلتفت الى الأمور السطحية لكسب المشاهدين .. نجاح داوود الشريان في برنامج الثامنة لا يفسره الا رغبة الجمهور السعودي بوجود المحتوى الجيد الذي يشاركه همومه و اهتماماته .. لا ان يذهب الى توافه الكلم..!!