اعترف رجلًا يدعى ” فوتانغا باباني سيسوكو ” ، من مالي، بتفاصيل ارتكابه لجريمة، تعد إحدى أغرب الجرائم في العالم، بعد 23 سنة من ارتكابها، والتي كان ضحيتها بنك دبي الإسلامي الإماراتي، وذلك بعد استيلائه على 242 مليون دولار منه.

حيث خرج ” سيسوكو ” عن صمته، وروي القصة الحقيقية لأكبر عملية احتيال مالي في العالم، وكيفية خداع مسؤول كبير في بنك دبي الإسلامي، ونجاحه في الاستيلاء هذا المبلغ المهول من أموال البنك في أغسطس لعام 1995م، الأمر الذي دفع حكومة دبي إلى التدخل في القضية.

فالغريب في الأمر، هو قيامه بذلك دون أن يقتحم البنك، أو يأخذ رهائن أو يهدد بقتل الموظفين، فضلًا عن حدوث الواقعة في وقت لم تكن الوسائل الاحتيالية الحديثة التي تتيح سرقة الأموال باستخدام التكنولوجيا وشبكة الإنترنت، تم ابتكارها بعد.

حيث كشف الرجل الإفريقي، عن السر الذي يكمن وراء تلك الجريمة الكبرى، وهو ” السحر الأسود ” ، الذي كان ” الحيلة ” التي استخدمها ” سيسوكو ” ، للإيقاع بالمسؤول الكبير بالبنك الإماراتي، وذلك بعد أن زعم قدرته على ” توليد الأموال ” باستخدام الجن.

وبناءًا على ذلك، تخلى المسؤول البنكي عن ثقافته وتعليمه العالي، ومقتضيات منصبه الحساس، لينجرف وراء أساطير سمعها، دفعه في ذلك طمعه في الكسب السريع، لينتهي الأمر بهذه الكارثة.

وبعد اعتراف مدير بنك دبي الإسلامي، بحجم التحويلات لـ ” سيسوكو ” ، والتي بلغت 890 مليون درهم، أي ما يعادل (24 مليون دولار)، تمت إدانته بالاحتيال المالي، وصدر الحكم بسجنه لمدة ثلاث سنوات.

أما ” سيسوكو ” ، فلم يخضع للعدالة قط، وحكمت عليه محكمة في دبي، بالسجن غيابيًا لمدة ثلاث سنوات، بتهمة الاحتيال المالي وممارسة السحر الأسود، فيما أصدر الإنتربول مذكرة لاعتقاله، وما زال مطلوباً للعدالة، حيث يستمر بنك دبي الإسلامي، في ملاحقته قضائيًا من خلال المحاكم، ولكن دون جدوى.

يشار إلى أن ” سيسوكو ” ، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا الآن، يعيش حاليًا في قريته ” دابيا ” ، الواقعة على حدود مالي والسنغال وغينيا، محاطًا بحراس مسلحين، ويمتلك ثروة قدرها 400 مليون دولار.