على خلفية أكبر واقعة سرقة في العالم باستخدام ” السحر الأسود ” والتي استهدفت بنك دبي الإسلامي في الإمارات وأضاعت 242 مليون دولار، في عام 1995، روى المواطن المالي بطل القصة ” فوتانغا باباني سيسوكو ” ما حدث تفصيلًا.

وكان سيسوكو، قبل 20 عاما قد توجه لطلب قرض من بنك دبي الإسلامي لشراء سيارة، ودعا مدير البنك ” محمد أيوب ” إلى العشاء كنوع من رد الجميل للموافقة على القرض.

وخلال العشاء، أخبره سيسوكو بأنه يمتلك قدرات سحرية وأنه يمكنه مضاعفة أي مبلغ يريده، ودعا صديقه الإماراتي للحضور إليه مرة أخرى ومعه مبلغ من المال لتأكيد قدرته السحرية على زيادة الأموال.

واستسلم أيوب تماما لسيسوكو، وذهب إليه ومعه أمواله، وقابله الرجل مندفعا من إحدى غرف المنزل وهو يصيح بأن “الجن” هاجمه للتو، وحذره من إغضاب الجن وإلا فلن تتضاعف أمواله، فاستجاب أيوب على الفور وترك الأموال في الغرفة المسحورة وظل ينتظر.

وكانت المفاجأة أن الأموال “توالدت” وتضاعفت كما وعده الساحر، وهنا ظهر السرور على وجه أيوب، ومن هنا تهيأت الأمور لعملية السطو الكبرى.

وبحسب أوراق القضية فقد أجرى أيوب 183 تحويلا ماليا إلى حسابات سيسوكو حول العالم، في الفترة من 1995 إلى 1998.

كما عمل سيسوكو على استخدام أموال بطاقات ائتمانية كبيرة، بلغت الملايين بحسب فاين، وكان أيوب يتولى تسوية هذه الأموال بدلا منه.

وبعد أسابيع قليلة من عرضه السحري أمام مدير البنك الإماراتي، توجه سيسوكو في نوفمبر 1995، إلى مصرف آخر في نيويورك، وفعل أكثر بكثير من فتح حساب.

ومع تدفق الأموال عليه كان بإمكان سيسوكو تحقيق حلمة بإنشاء شركة طيران في غرب أفريقيا، واشترى للشركة طائرة مستعملة من طراز هوكر-سيديلي 125 وطائرتين عتيقتين من بوينغ 727 إس.
و حاول شراء مروحيتين من طراز هيوي تعودان لحرب فيتنام، ومن غير المعروف السبب وراء هذه الصفقة، موضحا أنه أراد شراءهما لاستخدامهما في خدمة الإسعاف الطائر، لكن المروحيات التي كان يبحث عنها كانت كبيرة جدا، فهي ليست النوع الذي يستخدم في المستشفيات ومراكز الصحة في الولايات المتحدة، كانت أكبر بكثير من ذلك.

ولأنها يمكن إعادة تهيئتها كطائرات حربية، فإن المروحيات تحتاج إلى رخصة تصدير خاصة في الولايات المتحدة.

حاول رجال سيسوكو تسريع الأمور من خلال تقديم رشوة بقيمة 30 ألف دولار إلى ضابط الجمارك. وبدلا من ذلك، فقد عرضوا أنفسهم للاعتقال. وأصدر الإنتربول أمرا بتوقيف سيسوكو أيضا. وتم القبض عليه في جنيف، حيث ذهب إلى فتح حساب مصرفي جديد.

وتم ترحيل سيسوكو إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ في حشد داعمين مؤثرين.

وأصيب قاضي جلسة الاستماع الخاصة بقضيتة بصدمة عندما رأى استعداد دبلوماسيين لضمان سيسوكو.

كانت الحكومة الأمريكية تريد احتجاز سيسوكو في السجن، ولكن تم إنقاذه بكفالة 20 مليون دولار، وهو رقم قياسي في ولاية فلوريدا في ذلك الوقت.

وخلال هذه الفترة كانت الحقائق بدأت تتكشف في الإمارات وبدأ عملاء بنك دبي الإسلامي يدركون أن شيئا ما خطأ قد وقع،وأصبح مدير البنك أيوب عصبيا، ولم يعد سيسوكو يرد على اتصالاته.

وفي النهاية لم يتحمل أيوب الضغوط واعترف لأحد زملائه بما حدث معه وتحويله أموالا للخارج، وعندما سأله زميله عن المبالغ التي حولها لم يتجرأ على أن ينطقها وكتبها على ورقة، وكانت المفاجأة أنها بلغت 890 مليون درهم ما يعادل (242 مليون دولار).

وفي النهاية تمت إدانته بالاحتيال المالي وصدر الحكم بسجنه ثلاث سنوات، وكان هناك شائعات بإجباره على الخضوع لعلاج بالقرآن لطرد الجن من جسمه وعلاجه من الإيمان بالسحر الأسود.

أما سيسوكو فلم يخضع للعدالة قط، وحكمت عليه محكمة في دبي بالسجن غيابيا ثلاث سنوات للاحتيال المالي وممارسة السحر الأسود،واستطاع الهرب من الانتربول لمدة 20 عاما.