تحدَّث الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة اليوم، عن المسؤولية التي أحياها الإسلام في نفس المسلم.
وأكد ” الثبيتي ” ، أن من أبرز هذه المسؤوليات هي رعاية الأولاد وتربيتهم على قيم الدين ومبادئه التي هي منبع الفضائل، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” .
وأضاف: ” أقوى مؤثر في تربية الإنسان هو القلب فإذا صلح صلح سائر الجسد، وإذا فسد فسد سائر الجسد ” ، مستشهداً بقوله تعالي: ” فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ” .
وتابع :” وإذا صح القلب وأزهر نضجت العقول، وأشرقت الحياة في الجسد، وخشعت الجوارح قال تعالى أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ .
كما قال الشيخ الثبيتي في الخطبة: ” ولا ينسى الوالدان أن من أجلّ ممارسات التربية بالحب وأنفعها تأثراً دوام الدعاء للأبناء بالهداية والتوفيق والصلاح والحفظ، أما الدعاء عليهم فقد ورد النهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم ” لا تدعوا على أنفسكم ، ولا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم ” رواه مسلم.
وأضاف: يتفاعل الجسد كله في التربية بالحب، وصدق البسمة، وحنان اللمسة، ودفء الكلمة، ورحمة المشاعر، موضحاً: ” تتطلب التربية بالحب جواً أسريًا مترابطًا متآلفا تشيع فيه روح الفرح، ومن نواقض التربية بالحب تدليل الأولاد بتلبية جميع طلباتهم ورغباتهم، وإهمال تأديبهم وتصويب أخطائهم، فالحزم أحيانا من الحب، والإساءة للأم على مرأى ومسمع الأولاد يجفف منابع الحب.
واختتم: “ولقد تطورت وسائل التأثير العصرية وأفرزت تغييرات جذرية في الأفكار والمفاهيم والسلوك، حتى غدت منافسة لدور الأسرة في التربية، وهنا تكمن أهمية التربية بالحب والاحتواء، وبناء جسور الثقة، وتجديد الأساليب وزرع القيم، واستنهاض همم المؤسسات التعليمية والتربوية للمحافظة على أمل المستقبل وثروة الوطن، بتحصين المبادئ والأخلاق، والاهتمام بالشباب وأمالهم وآلامهم وهمومهم، قال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ” .