التقى رئيس الوزراء أمين سر الفاتيكان نيافة الكاردينال بييترو بارولين، أمس الثلاثاء، بالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في مكتبه بروما.

وأكد رئيس وزراء الفاتيكان على إيجابية الجهود التي تقوم بها رابطة العالم الاسلامي التي تضم تحت رايتها شعوب الأمة الاسلامية وتحتل مكانة خاصة في الوجدان الإسلامي، خصوصا أن مقرها في مكة المكرمة.
وشدد على أهمية العلاقة التي تجمع الرابطة بالفاتيكان، وتمسك الطرفين بإقامة حوار مثمر وبنّاء؛ مشيرا إلى أن الاختلاف هو ناموس الخالق في خلقه، وأنه لا يمكن فرض القناعات، وإنما احترام الاختلاف هو جوهر الحوار في نطاق المساحة الواحدة ووفق القواسم المشتركة التي تجمع بين الناس.

ولفت رئيس الوزراء إلى ضرورة التعلم من تجارب الماضي، وتوعية الأجيال الحاضرة والمقبلة، من خلال قراءةٍ وطرح إيجابيين للدروس المستفادة من الماضي، والتركيز على حقيقة أن قبول الآخر واحترام اختلافه هو الحل.

وقال: ” إن الأديان كانت فيما مضى مرتبطة بمناطق جغرافية ومجتمعات معينة، أما اليوم فتلاشت الحدود الجغرافية، وأصبح العالم قرية صغيرة لا مناص فيها من قبول الاختلاف الذي هو سنة الخالق “.
وأوضح أن البديل عن الحوار وقبول الآخر هو فتح المجال للتشدد والتطرف وما يسفر عنه من إرهاب ومعاناة للشعوب، والتركيز على زرع قيم المحبة والسلام في الأجيال الناشئة، وتعليمهم القبول بالآخر.

و من جهته قال العيسى: ” إن حوالى 70 في المئة من الحروب على مر التاريخ كانت ذات خلفية دينية باستثناء الحروب المفروضة على الأديان بسبب الظلم والاضطهاد “، مؤكداً أن مواجهة التطرف والتطرف المضاد في طليعة مسؤولية قادة الأديان.