يُعد وادي السيليكون عاصمة التقنية بالعالم، وذلك بفضل الآلاف من الشركات العاملة في مجال التقنيات المتقدمة التي تتخذ من هذه البقعة الجغرافية مركزًا لمقراتها الرئيسة، ويشغل وادي السيليكون القسم الجنوبي من حوض سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.

تعود جذور استيطان الشركات التقنية في وادي السيليكون إلى مطلع القرن العشرين، إلا أن نهضتها الحقيقية بدأت بعد اختراع الترانزستور المصنوع من السيليكون في الخمسينيات لتشهد في مطلع الثمانينات انفجارًا حقيقيًّا في حجم الاستثمارات بعد النجاح المذهل الذي حققته شركة Apple.

حيث تتخذ مجموعات كبيرة جدًّا من كبرى شركات التقنية من وادي السيليكون مقرًّا لها، كما أن شركات جديدة تتأسس هناك رغم التكلفة المرتفعة للأراضي؛ وذلك بفضل البنية التحتية الفائقة التطور والطاقات البشرية الاستثنائية التي تتميز بها هذه المنطقة من جهة.

الأسماء الكبيرة التي تتخذ من وادي السليكون مقرًّا لها أكثر من أن تحصى، ومنها على سبيل المثال: Intel؛ AMD؛ Adobe؛ Apple؛ Sun؛ IBM؛ Yahoo؛ Google؛ HP؛ Cisco؛ Oracle؛ nVidia؛ ATi… وأكثر، حتى مايكروسوفت التي لا يقع مقرها في وادي السيليكون اختارت أن تنشئ هناك مجمعًا ضخمًا، بالإضافة لاحتوائه على المراكز البحثية المهمة أهمها ستانفورد Stan Ford وناسا Nasa ولورنس بيرلكي Lawrence Brkeley.
يُعد وادي السيليكون مستقرًّا لآلاف الشركات ولـ2.5 مليون نسمة، كما يضم وادي السيليكون 28 مدينة وأربع مقاطعات.

والجدير بالذكر أن وادي السيليكون ليس مكانًا يمكن تحديده على الخريطة، فهو مكان استثنائي إنه نتاج تلاقي وتفاعل الكثير من المؤسسات التي تجعل من وادي السيليكون مكانًا شديد الحيوية.

وبالرغم من وجود العديد من القطاعات الاقتصادية المتطورة تكنولوجيا إلا أن وادي السيليكون يبقى الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة ويساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

مع العلم القيمة السوقية للشركات العاملة في وادي السيليكون تُقدر بأكثر من 3 تريليونات دولار، وتعمل على دعم الاختراع والابتكار، وتحفيز الكيانات الصغيرة على ذلك حتى تنجح وتصل بمنتجاتها وخدماتها إلى العالم أجمع.