تعتبر مدينة حلب السورية، من أقدم مدن بلاد الشام على الإطلاق، حيث مرَّت عليها حضارات كثيرة، وظهر هذا جلياً في المنشآت الأثرية التي تحويها المدينة، فكل شبر فيها يتحدث علماً وحضارة.

إلا أن الحرب عندما تضع أقدامها في بلدٍ، فإنها تقضي على الأخضر واليابس، لا تفرق بين ماضي وحاضر، فكل شيء سواء، وكل شيء مرهون بها، فكانت ” حلب ” أحد ضحاياها.

تسببت الحرب في دمار المدينة العريقة بشكل كامل.. هنا تجد ملامح مطفية لآثار قديمة، و هناك بقايا أبنية كانت في زمان غير بعيد رموزاً لهذه المدينة، ومن بين تلك الأبنية الجامع الأمور الكبير.

وتواصلت أعمال ترميم المسجد الذي دمر بشكل كامل، حيث ظهر في مقطع فيديو لطائرة بدون طيار، الملامح الأولية لترميمه من جديد.

هنا الجامع الأموي، الذي أسس في عهد الخلافة الأموية، وظل ثابتاً طوال قرون عديدة.. هنا الجامع الأموي الذي يجمع تراث سوريا كله في مكان واحد.. هنا الجامع الأموي المدرج على قائمة مواقع التراث العالمية.. هنا الجامع الأموي حيث تجده جريح الحرب الذي يبحث عن دواء.