الجامعة الطموح والحلم الذي يراود كل طالب لايزال على مقاعد التعليم العام في مشارق الأرض ومغاربها فماهي الجامعه ؟

الجامعه في التعريف البسيط هي مؤسسة للتعليم العالي وإعداد الدرسات والأبحاث العلمية المحكمه. .تمنح شهادات أكاديمية لخريجيها على مختلف الدرجات العلميه ابتداء من الدبلوم وانتهاء في الدكتوراه ،ففي الجامعة يحدث الاجتماع حول هدف التعليم والمعرفة.

وقد عرفت البشرية على مر تاريخها الجامعات في شبه القارة الهندية وبلاد فارس والاغريق ولعل اول جامعة في البلاد العربية حسب المفهوم الحديث للجامعات هي جامعة القرويين في المغرب والذي يعود تأسيسها الي القرن التاسع وكذلك جامعة الأزهر الذي أسست على يد الفاطميون في مصر.

ولاشك انه منذو بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كان المسجد هو الجامعة الذي تلقى المسلمين فيها تعاليم دينهم ودنياهم بداية من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة ومن ثم من الخلفاء الراشدين والصحابة رضي الله عنهم وقد كان المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنارة الأولى في ذلك حتى وصل الأمر إلى إنشاء الجامعات بوصفها وتنظيمها الحالي وقد احتلت الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة مكانة بارزة بين الجامعات المحلية والعالمية لمالها من مكانة خاصة في قلوب أبناء الأمة الإسلامية ..فهي اسلامية الرسالة مدينية الموقع وقد جمعت بين الخيرين في آن واحد وقد كان لخبر نشئتها عظيم الأثر على أبناء الامه الاسلاميه حيث أنشئت في مدينة الرسول التي انطلقت منها الدعوه وقد كان الهدف جلياً من إنشائها فقد جاء في كلمة الملك سعود رحمه الله والذي في عهده أنشئت مانصه (لقد رأيت من واجبي أن أخدم هذين الحرمين الشريفين وان إبداء العمل في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة. ….) ..فإن الغرض من انشئتها لم يكن تعليم فقط بل نشر الدين والدعوة الي الله ..وهي تعد هدية للعالم الإسلامي كافه.

شارفت الجامعه على إكمال العقد السادس على نشئتها حيث نشئت أول كلياتها عام 1381هجري وقد زاد من تميز الجامعه على قريناتها بأن من ترأسها هم من أبرز علماء الأمة الإسلامية ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهما الله وغيرهم والذي كان لهم دور في رسم توجه الجامعه التعليمي.

شكلت الجامعه الاسلامية حاضنة تعليميه للعديد من طلاب الدول والجاليات الإسلامية في الخارج وهيئت لهم كل سبل وسائل المساعدة على التعليم مما أتاح لهم فرصه ذهبية لنيل العلوم الشرعية وفقاً للمنهج الصحيح مما ساهم في تخريج أجيال من العلماء المسلمين المتفقهين في الدين الدارسين لأحكامه الداعين إلى الله على بصيرة وكذلك لعديد من قادة الفكر والتعليم في المملكه وخارجها.

وقد وجدت نفسي مضطراً لتسجيل شهادة بفضل هذه الجامعه عندما دخل مكتبي في أقل من أسبوع واحد ثلاثة من المترجمين من ثلاثة جنسيات مختلفة ويعملون بسفارات مختلفه وبحكم عملنا في القضاء كثير مانحتاج إلي مترجمين لكون أحد أطراف القضية من غير الناطقين بالغه العربيه.

وقد كان العامل المشترك بين المترجمين الثلاثة انهم من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة ويتحدثون الغه العربية بطلاقة ويبدو عليهم الهدوء والوقار. .

وليس سرا أن كثيرون مما تلقو تعليمهم بهذه الجامعة قد حفظو للجامعة والمملكة هذا الفضل والجميل وقد كان لهم مواقف مشرفة اتجاه المملكة وذلك بقول الحق الذي يعرفون عن المملكة ومواقفها النبيلة اتجاه الامه الاسلاميه من خلال دراستهم.

ولايخفى على أحد اليوم ماوصلت إليه الجامعة من تطور في الكم والكيف جعلها مقصد كثير من الطلاب فهنيئا للجامعة وهنيئاً لطلابها.

وختاماً لقد اعترفت بالسبب الذي دفعني لكتابة المقاله ولكن بقي ان اقول ماقد يستحق القول أو لايستحقه بأن العبد الفقير لايعرف أي مسؤول بهذه الجامعه مهما كان موقعه ولم يسبق أن وطئ قدمه أي من مكاتب مدرائها.