على الرغم من أن الخلاف الخليجي القطري كان متوقعًا ، إلا أن اشتعال فتيل الأزمة إلى هذه الدرجة التي تهدد فيها الرياض بخنق الدوحة على المستوى البري والبحري والجوي ، كما جاء في نص رسالة لدبلوماسي سعود الفيصل والتي أرسلها إلى أحد المسؤولين الخليجيين .

ولأن المملكة كانت حاسمة في قراراتها ، لم تجدي محاولات أمير الكويت نفعًا في حل الأزمة القطرية ، حيث رفضوا استقبال أي مسؤول قطري قائلين نريد أفعال لأن السنوات الماضية كانت مجرد أقوال ، وذلك بعدما التقى الفيصل أمير الكويت في نيويورك، وطلب منه تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي ، ضمن سلسلة عقوبات قررت الرياض أن تبدأ بها ، قال أمير الكويت أنه سيلتقي تميم لأنه موجود أيضاً في نيويورك ، ويبحث معه كافة النقاط التي تثير قلق السعوديين ؛ لأسباب صحية لم يتم اللقاء المتوقع بين أميري الكويت وقطر في نيويورك ، قبل عودته إلى الكويت مر الشيخ صباح بلندن وقال لمن التقاهم هناك إن الخليجيين بلا استثناء سيهاجمون قطر، بسبب تدخلها في شؤونهم الداخلية .

وامتلك السعوديين لديهم قائمة طويلة بما فعلته الدوحة ، وأولها ذلك التسجيل الذي كان فضيحة دبلوماسية كبيرة تسببت في طرد عدد من الموظفين الأمنيين في قطر ، كانت نسخة من التسجيل الذي جمع حمد بن جاسم مع القذافي ، وتحدث فيه عن خطة لتقسيم السعودية ، قد وصلت إلى الرياض مبكراً ، وذلك من يد المسؤول الليبي محمد القشّاط ، الذي سلمه لجهاز الاستخبارات السعودية ، وهو ما دفع القطريون للاعتراف بذلك ، زاعمين إن هذا كان مجرد حديث تسلية مع ” المهبول ” أي القذافي ، بابتسامة مرتبكة للمسؤول القطري .

والأكثر إثارة للجدل ، هو ما كشفته إحدى الصحف اللندنية حول رغبة القطريين في اختراق الأسرة المالكة عبر دعم أفراد من ” آل سعود ” بالمال ، إلا أنهم فشلوا في ذلك ، حيث تعرف الرياض أن قطر تمثل عدة مشاريع مختلفة، مشروع خاص بالأمير الوالد حمد، ثم تحالفات أمريكية، إسرائيلية، والهدف قطر الكبرى، حاكمة للنفط والغاز ، فضلًا عن الحالة النفسية الخاصة بالأمير الوالد التي لم يستطع أن يتجاوزها منذ سنوات: العلاقة المرتبكة مع الأب، سنوات الطفولة الضائعة التي كان بسببها منبوذا في الأسرة بسبب الحجم الزائد. فيما بعد سيكون هذا سر علاقته الملتبسة مع ابنه البكر مشعل .