لا شك في أن صناعة السيارات أعقد بكثير مما نتخيل للوهلة الأولى، حيث يتم تصميم كل محرك وضبطه لمهمة خاصة، سواء لكفاءة استهلاك الوقود أو ضمان ارتقاء المحرك لقمم الأداء الميكانيكي باستمرار.. ومن أشهر المصطلحات التي تُذكر في عالم السيارات هي قوة الأحصنة وعزم الدوران، وهما مصطلحان مرتبطان بشدة وإن كانا متمايزين إلى حد كبير.

عزم الدوران هي القوة الموجهة خلال مسافة معينة.. مثلا، الاحتراق الداخلي بالمحركات هي قوة – ـأو طاقة- يتم توجيهها للعمود المرفقي خلال مسافة معينة على امتداد ذراع التوصيل، وكل اما ازداد طول ذراع التوصيل كلما ازداد عزم الدوران والعكس صحيح، أما قوة الأحصنة فهي معدل شغل المحرك، وهذا المعدل هو ما يحدد سرعة وتسارع السيارة، كلما ازداد المعدل كلما تمكنت السيارة من قطع المسافة في مدة أقصر، والعكس صحيح.

كمثال، لنفترض وجود سيارتين، واحدة بقوة 200 حصان وعزم دوران 100 رطل-قدم، بينما السيارة الثانية بقوة 100 حصان وعزم دوران 200 رطل-قدم، أيهما أسرع؟ .. الإجابة هي السيارة الأولى، لأن قوة الأحصنة هي ما تحدد “ معدل الشغل ” ، أو معدل قطع المسافة، والأولى تحظى بمعدل أعلى بالضعف من السيارة الثانية، لذا بغض النظر عن عزم الدوران، ستتمكن من قطع نفس المسافة بشكل أسرع.

بالنسبة لعزم الدوران فيمكن التلاعب به بسهولة عبر تروس السرعة، والتي تسمح بزيادة طول المسافة التي تنطلق فيها القوة الموجهة للعمود المرفقي، وكما تذكرون، كلما ازدادت المسافة كلما ازداد عزم الدوران.