فشل حكام قطر في التعامل مع ملف العمال لديهم ، فلم يمنحوا مشاكلهم اهتمامًا كبيرًا ، ولم يهتموا بحقوقهم الإنسانية خاصةً في ظل توسع الأعمال التنفيذية لمنشآت كأس العالم 2022 ، وهو ما شكل معاناة كبيرة يعيشها العمال هناك بسبب حقوقهم المهدرة وأوضاعهم المزرية التي يشكونها دون حل .

وفي تقارير للصحف الدولية ، فقد شكلت حياة العمال في قطر صدمة كبيرة ، لما يواجهونه من ظروف عمل صعبة ، حيث أن معدلات الوفيات في ارتفاع مستمر منذ 2014 ، فقد وصلت إلى حالة وفاة كل يومين بين العمال النيباليين ممن يعملون على إقامة البنية التحتية الخاصة بالمونديال ، وفقًا لإحصائيات أجرتها إحدى الصحف البريطانية .

ووفقًا لوسائل إعلام أجنبية ، فقد تم فصل عدد كبير من العمال النيباليين يصل إلى 1300 عامل ، إلى جانب عدد كبير من العمال من جنسيات آخرى كالفلبين وبنجلاديش وسيريلانكا ، بالإضافة إلى عدد من الدول الإفريقية ، من إحدى الشركات ، ليقيموا في مخيمات منفصلة سيئة الوضع بالدوحة ، حيث قطع أصحاب الشركة القطرية التي كانوا يعملون بها التيار الكهربائي عن إحدى هذه المخيمات الذي تسكن فيه العاملات .

وعلق أحد العمال المنكوبين على الأوضاع المأساوية التي يعيشنوها في قطر قائلًا ” ليست لدينا فكرة إلى أين نذهب الآن، كلنا عالقون في هذه المخيمات، التي لا تنتظم فيها إمدادات التيار الكهربائي، لم يردنا شىء من ممثلي الشركة ونعيش على الأموال التي ادخرناها من أجل الرحيل بها من هنا وبعضنا اقترض من أصدقائه ” .

وعلى الرغم من وعد الدوحة للعمال بتحسين ظروف العمل لديها ، إلا أن المنظمات الحقوقية وجهت اتهامًا لقطر بسحب يدها من ملف الإصلاحات ، خاصةً إنها لم تحقق أي إصلاحات حول ملف ساعات العمل الطويلة تحت درجة حرارة قاسية تصل في كثير من الأحيان إلى 50 درجة مئوية .