لا شك أن للعلاقات العامة دوراً كبيراً في وصول الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة إلى ما تحلم به وأكثر من شهرة كبيرة وعائد مادي مجزي يوصلها للقمة، هذا المفهوم للعلاقات العامة فهم لدينا بشكل خاطئ وتداخلت فيه المفاهيم بين حجز فندق والذهاب للمطار لاستقبال الضيوف أو إحضار الأطعمة لاجتماع معين ولأي عمل لا يوجد له مكان فيسند للعلاقات العامة التي أصبحت شماعة لجميع الأعمال بعيداً عن محورها الرئيسي.

تعلمنا في كليات الإعلام أن العلاقات العامة هي تحسين الصورة الذهنية للمنشأة وهذا التعريف جميل جداً ولكن بعد مرور السنوات ووصولنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتطور عمل العلاقات العامة وتطور مفاهيمه أصبحت العلاقات العامة هي سبب النجاح والفشل للجهات وكذلك الأشخاص الذين أصبح أغلبهم يضع مسؤولاً عن إدارة أعماله وهذا يعتبر جزء من عمل العلاقات العامة إضافة إلى خدمة ما بعد البيع التي تسعى الشركات وبشكل كبير إلى الاهتمام برضى عملائها كذلك تنظيم الندوات والمؤتمرات والكثير من الأعمال التي غيبت بالفهم الخاطئ لممارسة عمل العلاقات العامة خاصة في الدوائر الحكومية فأغلب هذه الدوائر يقتصر عملها للعلاقات العامة على تجهيز ملف صحفي يومي للمنشأة والرد على استفسارات العملاء فقط وهذا خطأ كبير جداً يجب على كل منشأة أن تدعم إدارة العلاقات العامة بالميزانيات الكبيرة وبالكوادر البشرية المؤهلة لهذا العمل الذي يلعب دور كبير في نجاح كل مؤسسة.

ختاماً.. نحن نعاني في مجتمعنا إلى إساءة فهم عمل العلاقات العامة فيحكمون على طبيعة عمل المؤسسات التي تقوم بهذه المهنة انطلاقاً من سوء الفهم هذا، ولا يأخذون عملها على محمل الجد الذي تستحقه، وينظرون إلى الأفراد العاملين في هذا المجال على أن لا عمل لهم سوى كتابة بيانات صحفية أو التحدث إلى الصحفيين. رغم أن عمل العلاقات العامة يتسع ليشمل تقديم خدمات متكاملة في الاتصال والتواصل مع الآخرين مستندة في تحقيق ذلك إلى الكثير من العلوم كعلم الاجتماع والنفس وعلم الإعلام والإدارة، فالعلاقات العامة تعنى عملياً بمساعدة المؤسسات والمنظمات والشركات على التواصل مع جمهورها أو مع جميع الجهات والأفراد الذين تتعامل معهم وكذلك الاتصال بهم عبر القنوات المناسبة، وتدرس من الناحية العلمية قوانين التفاعل المتبادل بين ممثل العلاقات العامة وبين المنظمات الاجتماعية والشركات وليست كما نظن في مفهومنا الخاطئ.