لم يتوقع المواطن البسيط أنه سيكون في يومِ من الأيام مُتهماً مدفوعاً بقوة لأن يتخلى عن موقعه كضحية ، في ظل المُتغيرات التي لامناص منها استقل المواطن مركبة المستقبل متجلداً بالصبر متشبثاً بالأمل رغم صعوبة الطريق دافعه فيذلك الوطن ومستقبل الأجيال القادمة ، توقفت المركبة للحظات بمحطة الضرائب فأستقطعت جزءً لا يستهان به من مدخوله الشهري وسبق أن توقفت بمحطة البدلات وارتفاع اسعار الطاقة فأخذت من ماله نصيباً لا يُستهان به.

بعد كل ذلك دحرج البعض كرة المسؤولية بإتجاه المواطن فجيبه لم يعد كافياً في نظر بعض من يتصدر المشهد ويتحدث بإسم الناس وعليه فإن على المواطن تغيير عاداته وسلوكه ليتأقلم مع المتغيرات الإقتصادية ويندمج بعملية الإصلاح والتصحيح عندئذِ سوف يستطيع ذلك الكائن المُسمى بالمواطن توفير مبالغ الدعم والعيش برفاهية غير مُسبوقه ، أصحاب ذلك القول يظنون أن المجتمع مجتمع غني مُترف فتلك الفئة استفادت كثيراً من الشرهات والهِبات واستفادت من الطفرة المالية السابقة بشكلِ مباشر وغير مباشر فجمعت أموالاً وسكنت قصوراً وساحت في الأرض شرقاً وغرباً ، ذلك الظن السيء في نتائجة جعلها تستدعي صور و مقاطع بعض مُحدثي النعمة ممن ادمن الهياط لتثبيت حُجتها التي لا تستقيم مع الواقع فأرقام البطالة والفقر والأسر التي تسكنبالإيجار تُفند أكاذيب من يدعو المواطن إلى تغيير سلوكه ليعتاد على الوضع القائم ، تغيير السلوك يعني الصمت وعدم الشكوى فتلك الفئة تتهم من يتحدث عن احلامه وهمومه بأنه فاقد للوطنية وتتهم من يُبدي تأثيرات ارتفاع الأسعار على دخله البسيط المتواضع بأنه قريب من خيانة الوطن إذا لم يتراجع عن ذلك ويستغفر الله والوطن ، المواطن البسيط وسلوكه لا يؤثر في ميزان المصروفات والإيرادات فهو يتقاضى مرتباً أقل اذا ما قارناه بدول العالم ويسكن بالإيجار ويبني حياته بالدين وقروض البنوك الخاليه من الربا كما تقول الهيئات الشرعية ، المواطن البسيط بسلوكه اليومي لا يُريد رفاهية كالتي يعيشها من يتحدث بإسمه كل ما يريده حياة كريمة ومسكن متواضع ومصروفات لا تقضي على مرتبه في ساعات ولادته لأولى يُريد حلولاً للبطالة والفقر ولا شيء غير ذلك ، المواطن البسيط لا يقبل التشكيك في وطنيته وهذه معضلة يواجهها البُسطاء فكيف يثبتون لمن يتقلب في نعم الله أنهم مواطنون صالحون صادقون فمن يرشدهم الى الإثبات لينجوا من تُهمة الخيانة فالجوع ولا الخيانة فالوطنية في باطنها للبُسطاء وفي ظاهرها لمن حمل القلم وقال أنني من المُفكرين .