تحرص عديد من القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية على بث موادٍ إعلامية عن مهرجان الملك عبد العزيز، غير أن كلاً منها تتخذ خطها في نقل فعاليات المهرجان الذي بات صيته يعلو يوماً بعد آخر. ووضعت عديد من وسائل الإعلام، مقرات مؤقتة لها في مقر المهرجان الذي بدأت النسخة الثانية منه في غرة يناير (كانون الثاني) الجاري، ويستمر 32 يوماً، ويتضمن أزيد من 20 فعالية تشهدها الصياهد الجنوبية لصحراء الدهناء.

ويبدو تركيز بعض القنوات التلفزيونية على الفعاليات الثقافية والمسرحية بائناً بشكل كبير، إذ تخصص جزءاً من أوقات الذروة في بثها على القبة البانورامية التي تجتذب أعداداً متزايدة من الجماهير، التي تحرص على معرفة أسماء النجوم، وعلاقتها بالاتجاهات، وينال مسرح حويّر المخصص للأطفال اهتمام ومتابعة القنوات الموجهة لصغار السن لما يحتوي من مضامين ترتكز على الاهتمام بالقيم التربوية والأخلاقية للناشئة من خلال تناول أفكار وألعاب ومصطلحات من الموروث الشعبي الأصيل، ويوفر معرض الفنون عديداً من المناشط الفكرية والفنية، من بينها مجموعة من الفنون الحديثة مثل الرسم على الرمال الذي يحرص كثيرون على التقاط صور متعددة له.

وينصب اهتمام القنوات المتخصصة بالاقتصاد والتجارة، على أثر مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في الحراك التجاري في المناطق المحيطة به وبخاصة في بلدة الرمحية القريبة من منطقة المهرجان، إضافة إلى دور المهرجان في تنشيط قطاعات متعددة من اقتصاديات البادية، ويمكن بجلاء الوقوف على مؤشراته في السوق التراثي وسوق الدهناء، حيث يتنافس الباعة من الجنسين على سحب أكبر عددٍ من الزوار، من مواطنين ومقيمين، إلى محلاتهم لعرض بضائعهم من مأكولاتً شعبية وملبوسات ومنحوتات وأوانٍ وهدايا ذات طابعٍ تراثي.

وفي المقابل، تنتصب كاميرات القنوات الشعبية ساعات عديدة في خيمة تعاليل التي يسرد خلالها رواة متعددون حكايات شعبية، كما يلقي شعراء بصوت جهوري قصائدهم أمام الجمهور الذي يحرص جزء منهم على تسجيل مقاطع فيديو قصيرة لبثها سريعاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وينال الحديث والتساؤلات عن المشاركين في سباق الهجن نصيباً مهماً من اهتمام تلك القنوات، كون البطل فيها سيتوج بجائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل هذا العام.