العام الميلادي الجديد سيكون عاماً مُختلفاً بالنسبة للسعوديين ، لأنه سيتميز بالضرائب المفروضة على السلع والخدمات وسيتحمل المواطن تكاليف باهظة ستُثقل كاهلة فوق ماهو مُثقل ، الضرائب أداة اقتصادية دخيلة على الثقافة السعودية يقول عنها بعض المختصين أنها ضرورة ويقول عنها آخرون ليست ضرورية فهناك بدائل وما بين مختلف الأقوال يترقب المواطن إنعكاساتها على حياته ومستوى معيشته .

المواطن البسيط يتحمل تكاليف كل شيء يتحمل فاتورة الفساد ويتحمل فاتورة رداءة التخطيط و الخدمات ومع ذلك يبقى في نظر البعض متسبب في الكوارث ومُسرف ولا يستحق الرفاهية والحياة الآمنة الكريمة ، متى يتأمل من يجلد المواطن البسيط بسوط العذاب في الواقع جيداً ومتى يحتك بالمواطن ويقترب منه ليكتشف حقائق ستصيبه بالجنون فالمواطن يسكن بالإيجار ويقضي أيام عمره مديوناً ويعيش على فتات الراتب الذي لا يكفي الحاجة منذ سنواتِ خلت ، المواطن يعيش وسط كومه من المشكلات التي لا يشعر بها من ولِدَ وبفمه ملعقة من ذهب ، لن ينجو المواطن البسيط من تداعيات الضريبة المرتقبة فحساب المواطن لن يُغطي جزءً يسيراً من التكاليف التي ستتسبب بها تلك الضريبة خصوصاً وأنها ستشمل فاتورة العلاج بالمنشآت الصحية الخاصة وفاتورة التعليم الأهلي فضلاً عن فواتير المياة والكهرباء والإتصالات والوقود ومُختلف أنواع السلع بنسبة 5% في كل مرحلة إنتاج !

من المؤكد أن المواطن البسيط مع وطنه في السراء والضراء وهذا لا شك فيه لكنه يُريد من وطنه حياة كريمة آمنه مطمئنة لا مُنغصات فيها ، يقضي المواطن البسيط حياته وهو يستمع للوعود فيموت ويورث تلك الوعود لأبناءه من بعده فمتى ستطوى صفحة الوعود إلى الأبد ، المواطن البسيط مع الإصلاح الإقتصادي ولو سُئل عن ماهية ذلك الإصلاح لأجاب قائلاً : هو الذي يُعزز صمود وتماسك الطبقة المتوسطة التي هي عمود التوازن لأي مجتمع وهو الذي يقضي على الفقر وهو الذي يحافظ على المال العام وهو الذي يقضي على غلاء الأسعار وتركز المال في ايدي قله قليلة من المجتمع وهو الذي يُساهم في تحسين الخدمات الحكومية ويقضي على البطالة ويحقق أحلام البسطاء في إمتلاك مسكنِ لائق وهو الذي يسهم في كبح جماح التضخم ويدفع عجلة الإنتاج إلى الأمام ، هذا مفهوم الإصلاح الإقتصادي في ذهن المواطن البسيط لكن المسؤول الإقتصادي في ذهنه غير ذلك فالمواطن كسول مُترف مُبذر سفيه والمال في يده نقمة وليس نعمة.

من طبيعة المواطن البسيط وكعادة البُسطاء التفاؤل فما حدث في العام الذي شارف على الإنقضاء من تحديثاتِ جذرية وسريعة شملت مختلف مناحي الحياة تجعله يتفاءل بالعام القادم رغم مرارة الضريبة القادمة وهنا يتساءل أليس من الأولى دراسة تأتير تلك الضريبة على نمط حياة المواطن ومستوى دخله من قبل مجلس الشورى الذي لا يكاد يسمع له المواطن همساً إذا تعلق الأمر بمستوى معيشته وطموحاته وهمومه ومشكلاته ، أليس من الأولى تأجيل التطبيق مثلما فعلت عُمان والكويت والبحث عن بدائل أخرى لتحقيق التوازن المالي في الإيرادات والمصروفات بعيداً عن جيب المواطن الذي لم يعرف الغنى مُطلقاً .