بين ليلةٍ وضحاها، فقد الحاج الفلسطيني ” محمود لافي ” ، ابنه الأكبر ” محمد ” ذو الـ 17 ربيعاً، نتيجة طلقٍ ناري، إثر اشتباكٍ مع جنود قوات الاحتلال أمام المسجد الأقصى في القدس، ما اضطر مسعفيه إلى نقله لمركز صحي مجاور ومن ثم لمستشفى حيث كانت غرفة العمليات آخر عهد له في هذه الدنيا، حيث وافت ” محمد ” المنية ولقي ربه، وسط ذهول والده الواقف خارج الغرفة، بانتظار طبيب يطمئنه على فلذة كبده.
وقال : ” خسارة ابني كسرتني، وفي هذا التوقيت بالتحديد، لأنني لم أعد قادراً على العودة من جديد إلى مراحل أبعد من قدرتي على الرجوع إليها، لأن أبني الأصغر، يبلغ من العمر 6 سنوات فقط، مما يصعب من مهمة لا يمكنني إهمالها أو تجاهلها أو التعاطي معها بجهد أقل من ذات الجهد الذي بذلته سابقاً مع أبني الأكبر، ولكني أحتاج إلى وقتٍ أطول، فوفاة ” محمد ” لا تزال حديث الكثيرين، فلم يمض عليها سوى 40 يوماً ” .
وأضاف محمود لافي ” أن دعوة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لأكون ضمن ضيوفه من ذوي شهداء فلسطين، كانت الحالة الوحيدة التي استطاعت إخراجي من منزلي، لأكون هنا اليوم في مكة والمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، فالفرحة بها والفرحة بأدائها ومن ثم إتمامها، سيكون ذا أثرٍ كبير علينا، سنستعيد مع توازننا بالمنزل، وهذا بالتحديد ما سأدعو به الله ليتحقق، وسأدعو لابني الأكبر بالرحمة وأن ينزله الله منزل الصديقين والشهداء، وسأتضرع إليه بأن يعوضني أخاه وأن يعينني سبحانه وتعالى على تربيته وتوجيهه ليكون السند والعضد بعد الله، وأسأله جل وعلا أن يوفق الملك سلمان لما فيه خير شعبه والشعوب العربية والإسلامية، وأن يمد في عمره، لقد قوبلنا بحفاوة أكبر من أن يقال عنها كرم، وشعب المملكة تجاوز الكرم فيما رأيت، لذا شكراً من الأعماق ” .