كشفت مصادر مطلعة أن المخالفات التي ارتكبها نادي الفيصلي الأردني أحيلت في نهائي البطولة العربية، التي حقق الترجي التونسي لقبها، إلى لجنة الانضباط في الاتحاد العربي لفرض عقوبات صارمة نظير ما قام به لاعبو الفريق وجماهيره أثناء وبعد المباراة.

وذكرت المصادر أن الغرامات المالية على النادي قد تصل إلى نصف مليون دولار، مع إيقافات وشطب بعض اللاعبين، ومنعهم من المشاركة في البطولات العربية.

كما سيرفع الاتحاد العربي تقريراً للاتحاد الآسيوي بشأن مخالفات النادي الأردني لاتخاذ ما يراه مناسباً في حقهم.

وذكرت المصادر أن الأحداث التي خلفها نادي الفيصلي ستؤثر على الطلب الأردني لاستضافة البطولة العربية القادمة.

ويدرس الاتحاد العربي طلب 4 دول عربية تقدمت باستضافة النسخة القادمة، منها الأردن والمغرب ومصر، بالإضافة لفكرة إقامتها في العاصمة البريطانية لندن.

وأرسل الحكم المصري الدولي إبراهيم نور الدين أمس الاثنين، تقريره عن الأحداث التي واكبت المباراة.

وتوج الترجي التونسي بلقب البطولة العربية بعد الفوز على الفيصلي الأردني بثلاثة أهداف لهدفين.

وشهدت المباراة أحداثاً مؤسفة من قبل الفريق الأردني الذي اعتدى على حكم المباراة، نور الدين، بالأيدي؛ مما دفع قوات الأمن في استاد الإسكندرية لفرض سياج أمني لتأمين خروج الحكم الدولي من الملعب.

كما تضمن التقرير شكوى نور الدين من مدير فريق الفيصلي أحمد عساف، الذي اعتدى عليه أكثر من مرة، فضلاً عن الألفاظ الخارجة التي وجهت له من الفريق والجهاز الفني للفيصلي.

وقال الحكم المصري نور الدين، إنه رفض بدافع وطني إلغاء المباراة النهائية للبطولة العربية للأندية لكرة القدم، رغم تجاوز لاعبي وبعض أفراد بعثة الفيصلي ضده خلال وعقب المباراة.

وأحرز شمس الدين الذوادي هدفاً مثيراً للجدل في الوقت الإضافي ليقود الترجي للفوز، ويتوج الفريق التونسي باللقب في الإسكندرية.

وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2 – 2، وفي الدقيقة 11 من الوقت الإضافي الأول سجل الذوادي هدفاً اعترض عليه الفيصلي بداعي وجود تسلل.

وقبل الهدف مباشرة سقط إبراهيم دلدوم لاعب الفيصلي أرضاً بعد كرة مشتركة، في لقطة اعترض عليها الفريق الأردني أيضاً.

وتسببت هذه الأحداث في توقف المباراة نحو 5 دقائق، حيث نزل رجال الأمن لحماية نور الدين، الذي قال: «كان من السهل إلغاء المباراة بسبب ما حدث من تجاوزات من لاعبي الفيصلي وبعض أعضاء الجهازين الفني والإداري للفريق، واقتحام بعض الجماهير أرضية الملعب لكني فضلت الاستمرار. تحاملت على نفسي حتى تخرج المباراة لبر الأمان، وتنتهي البطولة على خير ما يرام، وبشكل تنظيمي جيد، مثلما بدأت في بلدي مصر. بعد هدف الترجي الثالث اقتحم عدد كبير من الجماهير أرضية الملعب، ولو حدث وألغيت المباراة لزاد الأمر توتراً».

واشتعلت المدرجات غضباً بعد المباراة، وحطم مشجعون مقاعد استاد الإسكندرية، وأظهرت لقطات تلفزيونية تعرض نور الدين لاعتداء آخر أثناء مغادرته الملعب.

وأضاف الحكم الدولي المصري: «غير مسموح لي التحدث في أمور فنية، لكن لاعب الفيصلي الذي كان على أرض الملعب أثناء تسجيل هدف الفوز (دلدوم) لم يصب بأذى، بدليل أنه قام مسرعاً عقب اهتزاز شباك فريقه».
ومن جانبه، طالب عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام المصرية، الاتحاد العربي لكرة القدم بالتدخل وإيقاف كل المشاركين في الاعتداء على الحكم المصري إبراهيم نور الدين.

وقال عبد الفتاح: «ما حدث مشهد غير أخلاقي، وبالتأكيد هناك عقوبات قاسية تنتظر الفيصلي». وأضاف: «المستوى التحكيمي في النهائي كان الأفضل خلال البطولة، والحكم تحمل فوق طاقته، والخطأ حدث من المساعد».

وأخلت الشرطة في مدينة الإسكندرية سبيل 38 مشجعاً أردنياً احتجزوا بسبب أحداث الشغب خلال المباراة.

وتابع عبد الفتاح: «أطالب المسؤولين في الأردن وفي الاتحاد العربي بشطب كل من شارك في الاعتداء على الحكم. «كان من الممكن أن ينهي الحكم المباراة، ولكن كان هذا سيفسد البطولة، لذا كان تصرفه سليماً بضبط النفس حتى النهاية».

وكان سفير الأردن في مصر علي العايد قال إن الشرطة في مدينة الإسكندرية الساحلية أخلت سبيل 38 مشجعاً أردنياً احتجزوا بسبب أحداث شغب في استاد المدينة الليلة الماضية.

وقال العايد في إفادة صحافية، إن السلطات المصرية أبدت تعاوناً كاملاً مع جهود السفارة الأردنية للإفراج عن المشجعين بعد احتجازهم.