تحاول المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا إقناع نحو 525 ألف حاج تعمل على خدمتهم بالتعجل في مغادرة مشعر مزدلفة، والاكتفاء بالمبيت حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، والتوجه إلى منى، وذلك للتيسير عليهم أخذًا بالرخص الشرعية، ولتفادي شدة الزحام بعد صلاة الفجر في صبيحة الـعاشر من ذي الحجة.

وخلال لقائه بمشرفي التفويج في مكاتب الخدمة الميدانية أمس الأول، الأحد، بمقر المؤسسة في حي الرصيفة، ذكر عضو مجلس الإدارة المشرف على التفويج لجسر الجمرات بالمؤسسة أحمد عطاس، أن المؤسسة أعدت حقيبة توعوية بجميع لغات الحجاج عن رخص وتيسيرات الحج، بهدف إقناع الحاج بالأخذ بالرخص، خاصة ما يتعلق في المبيت بمزدلفة، مشيرًا إلى أن أغلب الحجاج من المذهب الحنفي يلتزمون بالمبيت في مزدلفة إلى الفجر، ونرغب في إقناعهم بالمبيت حتى منتصف الليل تفاديًا لشدة الزحام، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة يوم العيد وما يشهده من تكدس، وكذلك إقناعهم برمي الجمرات في اليوم الـ12 بعد صلاة الفجر. وفقًا لصحيفة “مكة”، الثلاثاء (8 أغسطس 2017).

وأوضح عطاس أن الحقيبة تشمل شرحًا للحجاج أن وقت طواف الإفاضة واسع، وليس محصورًا بأيام التشريق، وإقناعهم برخصة التوكيل، وكل هذه التوجيهات هدفها الإسهام في رفع مستوى الالتزام بجداول التفويج وتفتيت الكتل البشرية.

ويُعد المبيت في مزدلفة ليلة النحر عند الحنفية سنة مؤكدة إلى الفجر، ثم الصلاة بغلس، يتبعها وقوف الحاج عند المشعر الحرام، فيدعو الله تعالى ويسأله حوائجه إلى أن يسفر ثم يفيض منها قبل طلوع الشمس إلى منى.

واختلف الفقهاء في حكم المبيت في مزدلفة للحجاج ليلة النحر، فذهب جماعة إلى أنه فرض أو ركن لا يصح الحج إلا به، كالوقوف بعرفة، واحتجوا بالحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من فاته المبيت بالمزدلفة فقد فاته الحج”، وذهب الشافعية -في الأصح- والحنابلة إلى أنه واجب وليس بركن، فلو تركه الحاج صح حجه وعليه دم؛ لحديث: “الحج يوم عرفة، من جاء قبل الصبح من ليلة جمع فتم حجه “.

ويحصل المبيت بالمزدلفة بالحضور في أي بقعة كانت من مزدلفة، لحديث: ” مزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر ” ، كما أن هذا المبيت يحصل عند الشافعية والحنابلة بالحضور في مزدلفة في ساعة من النصف الثاني من ليلة النحر، وأنه لو دفع من مزدلفة بعد نصف الليل أجزأه وحصل المبيت ولا دم عليه، سواء كان هذا الدفع لعذر أم لغير عذر.