اقتحم مسن روسي،- والد أحد مقاتلي داعش-، معقل التنظيم في سوريا، وتمكن من استرجاعه ابنه بعد سنوات قضاها في صفوف التنظيم الإرهابي.

وقال كاظم -وهو والد المقاتل السابق مارات- إن ابنه كان مستقرا ومتزوجا، يعيش في ظروف مادية مريحة، ومن ثم لم يكن ثمة توقع بأن يلتحق بتنظيم إرهابي.

وأضاف أنه حاول الاتصال بالابن في البداية، وما إن استطاع الوصول إليه هاتفيا حتى سأله على وجه السرعة: ” ما الذي دفعك لتقوم بهذا؟!”

عقب ذلك، اتخذ الأب البالغ من العمر 62 عامًا، القرار المفصلي؛ إذ عزم أن يذهب بنفسه إلى سوريا ليأتي بابنه ويخلصه من براثن الإرهاب.

وفي 2013، تمكن من دخول سوريا ووجد ابنه الأصغر يخضع لتدريب برفقة عدد من المقاتلين في حلب، وحاول أن يقنع الجميع بالعودة إلى ديارهم والتخلي عن داعش، لكن محاولته باءت بالفشل.

وأورد: “لم أستطع أن أغير قناعة ابني خلال أسبوع واحد في سوريا؛ فهو ليس حاسوبًا.. إنه إنسان، وقد كانوا جميعًا مقتنعين بأنهم يقومون بالأمر الصحيح، وبأنهم جاهزون للموت في سبيل الله”.

وعاد الأب إلى روسيا بخفي حنين، لكن لم يذعن للأمر الواقع، وظل يلح على ابنه في رسائل على تطبيق واتساب، إلى أن أقنعه بالعودة، مذكرا إياه بزوجته وابنه “تلك نقطة ضعفه”، لكن عملية تهريبه من سوريا استغرقت عامين كاملين.

وبعدما نجح الابن ذو الثلاثة والثلاثين عامًا، في الهروب من سوريا، لم يعد إلى داغستان كما كان متوقعا، بل ظل يعيش في جنوب أوكرانيا.

ويقول الابن إنه لا يستطيع العودة إلى داغستان؛ لأنه إذا فعل ذلك سيجد نفسه حتما في السجن؛ فهو يقول إن أجهزة المخابرات قاسية ولن ترحمه، ويشير إلى أشخاص عدة ماتوا من جراء ما لاقوه “من تعذيب “.

وليس مارات المقاتل السابق الوحيد الذي قصد أوكرانيا؛ إذ يقول ناشطون ومحللون إن 400 إلى 500 مقاتل سابق في سوريا والعراق، يختبئون في البلاد، أغلبهم يتحدثون الروسية، وينحدرون من روسيا أو بلدان آسيا الوسطى.

ويستقر المقام بالمقاتلين السابقين في أوكرانيا بالنظر إلى قدرتهم على التواصل فيها، كما أنهم يستغلون ما تعانيه البلاد من فساد للحصول على جوازات سفر، وفق ما تؤكده كاتبة الرأي إكاتيرينا سيرغاتسكوفا.

وتضيف: ” إذا كان عندك جواز سفر أوكراني حقيقي، يمكنك أن تحصل على جواز بيومتري. ووقتئذٍ يصبح بمقدورك أن تنتقل إلى أوروبا “.

وكشفت تقارير أمنية أن مقاتلين في تنظيم داعش الإرهابي، قد يستغلون ثغرات في أوكرانيا، للحصول على جوازات سفرها، والتسلل إلى باقي بلدان أوروبا.

وقال خبراء، اليوم الأربعاء، إن أكثر من 500 مقاتل سابق في تنظيمات متطرفة، يختبئون في الوقت الحالي داخل أوكرانيا التي وقَّعت مؤخرًا اتفاق إعفاء من التأشيرة مع دول الاتحاد الأوروبي.

ويخشى مقاتلون روس في تنظيمات متطرفة العودة إلى بلادهم، بالنظر إلى كونهم مدرجين على قائمة الإرهاب فيها، ويفضلون البقاء في أوكرانيا بالنظر إلى سهولة التواصل فيها.

ويعد مارات نورماجوميدوف، الذي سافر في وقت سابق من داغستان في جنوب روسيا إلى سوريا، بغرض القتال في صفوف داعش، مثالًا للمقاتلين الذين يفضلون الاختباء في أوكرانيا، وفق سكاي نيوز.

والتحق قرابة 30 شخصًا من بلدة كاراتا في داغستان، جنوب روسيا، بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.