عانى رواد الأعمال الأمريكيون الذين شاركوا في المجالس الاستشارية للرئيس ” دونالد ترامب ” من الشعور بالخزي على هذه المشاركة، وهو ما أعقبه سلسلة من الانسحابات المتلاحقة أجبرت البيت البيض على إلغاء ثلاث مجموعات استشارية.

لكنهم على أي حال كان يعلمون من البداية أن انضمامهم لهذه المجالس يعرض سمعتهم لمخاطر، بيد أنهم اعتقدوا أيضًا أن العمل مع ” ترامب ” سيمنحهم فرصة لتشكيل وتوجيه مواقف الإدارة الأمريكية، بحسب تقرير لـ ” فاينانشيال تايمز ” .

– موجة غضب انتابت رواد الأعمال عقب تصريحات ” ترامب ” عقب أحداث شارلوتسفيل التي قال فيها إن مظاهرات من يعرفون بـ ” النازيين الجدد ” بها أشخاص جيدون، وهو ما كان كافيًا لاستقالة معظم أعضاء مجموعتي الإستراتيجية والتصنيع.

– في غضون 24 ساعة تم حل المجلسين وأعقب ذلك أيضًا إلغاء مجلس استشاري ثالث قبل إكمال تشكيله من نخبة من الرؤساء التنفيذيين لتقديم النصح بشأن أعمال البنية التحتية.

– مع ذلك يرى العديد من المديرين التنفيذيين أن مشاركتهم كان لها فوائد كبيرة، خاصة فيما يتعلق بمسألة تصنيف الصين كبلد متلاعب بالعملة، وهو الأمر الذي ظل ” ترامب ” متمسكًا به حتى أوائل أبريل/ نيسان.

– لكن خلال اجتماع لمنتدى الإستراتيجية في الحادي عشر من أبريل/ نيسان، أكد جمع من المديرين التنفيذيين أن الاتهام كان مضللًا ونتائجه ستكون عكسية.

– وفي اليوم التالي للاجتماع، أعرب ” ترامب ” عن توجه مغاير تمامًا حينما قال إنه لن يصنف الصين كبلد متلاعب بالعملة، ومنذ ذلك الحين فقدت هذه القضية الزخم وتوقف الحديث عنها، ما يعد انتصارًا لمنتدى الإستراتيجية.

إقناع ” ترامب ” لم يكن سهلاً دومًا

– كتب الرئيس التنفيذي لشركة ” إرنست يونج ” ” مارك واينبرجر ” الذي شغل عضوية منتدى الإستراتيجية، في مذكرة لموظفيه: إن المجموعة كان لها تأثير إيجابي في قضايا مثل التجارة والنمو الاقتصادي والإجازات المدفوعة لقضاء الوقت مع العائلة.

– مع ذلك لم يكن قادة الأعمال دائمًا ناجحين في محاولاتهم لإقناع ” ترامب ” برؤاهم، فعلى سبيل المثال، حثه العديد منهم على إبقاء الولايات المتحدة ضمن اتفاق باريس للمناخ، لكنه رفض نصائحهم.

– استقال الملياردير ” إيلون ماسك ” من مجموعتين استشاريتين لـ ” ترامب ” بسبب قرار الانسحاب من اتفاق باريس في يونيو/ حزيران الماضي، كما أعرب أعضاء آخرون عن سخطهم إزاء هذه الخطوة.

– إلا أن الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الأصول ” بلاكستون ” ” ستيفن شوارزمان ” والذي ترأس منتدى الإستراتيجية، قال إن على المجموعة أن تبقى معًا لخدمة قطاع الأعمال، لكن الأمور اختلفت بعد تصريحات الرئيس عقب أحداث شارلوتسفيل.

– طمأن ” ترامب ” قادة الأعمال قبل تصريحاته حول الأحداث بيوم من خلال بيانه المعد مسبقًا والذي أدان فيه تحركات النازيين الجدد والقوميين البيض وغيرها من المجموعات التي تشجع نشر الكراهية.

تغير مفاجئ في المواقف

– اختلفت تصريحات ” ترامب ” أمام وسائل الإعلام عما أشار إليه في بيانه المعد مسبقًا، فقال خلال مؤتمر صحفي: كان لدينا أشخاص رائعون للغاية بين طرفي الاحتجاج في شارلوتسفيل.

– وتعليقًا على هذا التغير المفاجئ في الرأي، علق أحد أعضاء منتدى الإستراتيجية قائلًا: كان الأمر أشبه بخروج الممثل عن النص المتفق عليه، كان ينبغي التحدث عن البنية التحتية لكن كل الأمور اختلفت بشكل جذري.

– بعد انتهاء المؤتمر الصحفي لـ ” ترامب ” تحدث أعضاء المنتدى حول ما ينبغي فعله إزاء ذلك، وخلص بعض المديرين التنفيذيين ومن بينهم ” إندرا نويي ” من ” بيبسيكو ” و ” جيني روميتي ” من ” آي.بي.إم ” إلى ضرورة اتخاذ خطوة جماعية.

– كان ” شوارزمان ” متحفظًا بشأن موقفه، لكنه دعا أعضاء المنتدى للاجتماع صباح اليوم التالي، وأعد بيانًا يشرح فيه قرار المجموعة بحل نفسها ثم ألقاه على الأعضاء للتصويت عليه.

– وافق جميع الأعضاء باستثناء اثنين فقط، وبناءً عليه اتصل ” شوارزمان ” بالبيت الأبيض ليخبر الرئيس أن المنتدى حل نفسه، ليقرر ” ترامب ” رفع الحرج عن أعضاء مجلس التصنيع بحله هو الآخر.