تحدث الكاتب والإعلامي خالد السليمان خلال مقال له، عن قضية الحياة الزوجية، والعلاقة بين الزوج وزوجته، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى طريق مسدود بسبب المشاحنات والشجار، وفي هذه الحالة، يكون القرار الحكيم، من قبل الزوج والزوجة في آنٍ، فإما أن تكون الحياة الزوجية مصدراً للسعادة أو تسريحاً بإحسان.

وكشف السليمان في مقاله بصحيفة عكاظ بعنوان ” الزوجة الضائعة! ” ، بعض المشاهد من الحياة الزوجية، مؤكدا أن هناك الزوج الذي قتل زوجته، وهناك آخر يقتل نفسه من أجل زوجته، وإلى نص المقال:
قتل رجل أمريكي زوجته أثناء رحلة بحرية سياحية متجهة إلى برية ألاسكا، لأنها لم تكف عن الضحك عليه بصوت عالٍ، ولم يكتف الرجل بقتلها بل حاول إلقاءها في البحر من السفينة العملاقة التي صادف أنني كنت على متنها في نفس هذه الفترة من العام الماضي ولنفس الوجهة !

مما أتذكره في تلك الرحلة أن الجميع كان يضحك أينما تواجد وفي أي وقت، فالسعادة عنوان لمثل هذه الرحلات الشيقة لمثل هذه الأماكن السياحية المثيرة للاهتمام !

وأن يصل الأمر إلى قتل أو محاولة قتل شريك الحياة فهذا يعني أن الإنسان قد وصل إلى نقطة الانفجار الكبير في حياته، الذي لا يعود فيها الافتراق كافيا لحل المشكلة بل يتطلب محوها تماما من الوجود !

قبل سنوات مضت رافقت مع زوجتي مجموعة سياحية لزيارة موقع أثري خارج روما، وكان المرشد السياحي عجوزاً إيطالياً فظاً يظن أن الشتائم من مفردات القاموس السياحي، وعند العودة للحافلة اشتكى سائح ألماني من فقده لزوجته، فأخذ المرشد الفظ يهدد بالمغادرة لأن الزوجة الضائعة ستعرقل برنامج الرحلة الزمني، ما أغضب الزوج، فما كان من العجوز الإيطالي إلا أن صرخ في وجهه: المفروض أن تشكرنا، فالرجال يفرحون لضياع زوجاتهم وأنت تريد أن تجدها، ضحكنا جميعا ما عدا الزوج القلق، وعندما عادت الزوجة أخيرا، صبت على رأس زوجها وابلا من التقريع لأنه جلس في الحافلة بدلا من البحث عنها، دون أن تدرك أن الزوج المسكين كان يخوض معركة شرسة لصالحها مع المرشد اللئيم !

الحياة الزوجية إما أن تكون مصدراً للسعادة أو تسريحاً بإحسان، فلا يرتكب الإنسان غلطتين في حياته، يقتل نفسه بسوء اختياره أولاً، ثم يقتل نفساً لتصحيحه، فيستبدل سجناً بسجن!.