وجه الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام، تحذيرات من اتخاذ تسميات وألقاب من قبيل ” ملتزم وغير ملتزم ” سبيلا لتفريق صف الناس وإحداث النزاع بينهم وإظهار الانقسام في وحدتهم.

وشدد على أنه ” لا يجوز تصنيف الآخرين والحكم عليهم بناء على ما نراه عليهم من مظاهر التدين ” ، وقال ردا على سائل في برنامج نور على الدرب بإذاعة القرآن الكريم عن حكم تقسيم المسلمين إلى ملتزمين وغير ملتزمين :”التقسيم باعتبار أن الناس ليسوا على درجة واحدة من التدين لا إشكال فيه ، والتسمية بأن هناك ملتزما وغير ملتزم بمعنى أن هناك متمسكا وأقل تمسكا فهذا موجود “.

وأضاف: لكن الإشكال هو الحكم على الناس ، ولا يجوز تصنيفهم بناء على ما تراه من مظاهر التدين -كإعفاء اللحية وعدم إسبال الثوب وهو خير- ولكن لا تجعله المعيار الوحيد ؛ لأن بعض الناس قد يكون لديه نوع من التقصير لكن يكون لديه كمال في جانب آخر وقد تكون محافظته على الصلاة ومجيئه مبكرا و بره بالوالدين وإحسانه في الصدقات المخفية أكثر من رجل عليه مظاهر الخير والتدين “.

وأضاف : ” لا شك أننا نحب من عليه مظاهر الخير ولكن لا يعني أن نقف موقفا سلبيا من الآخرين من حيث أننا ننفر منهم ! لا مانع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق ولزوم السنة لكن لا يكون بما تراه أحيانا في بعض المجالس قد يكون سبيلا للغيبة والنميمة وسوء الظن وسبيلا لقصر المعايير على المظاهر الظاهرة ” .
وتابع بن حميد : كما نستحسن من ظهر عليه مظاهر الخير فلا نتهم من لا يظهر عليه ذلك وإياكم أن تدخلوا في البواطن “.

محذرا من أن ” اتخاذ هذه الألقاب ( ملتزم وغير ملتزم ) سبيل لتفريق صف الناس وإحداث النزاع بينهم وإظهار الانقسام في وحدتهم فهذا لا ينبغي أبدا أبدا ! .

وأكد الشيخ عبدالله بن حميد بأنه ” لا ينبغي أن يكون هذا تصنيفا يؤدي إلى انقسام المسلمين وتفريقهم وإنما حق الإنسان أن يكون منصفا وحسن الظن وعدم المسارعة فيمن رؤي عليه مظاهر التقصير أنه يُتهم في دينه كله ! وإن كان ينبغي التنبيه على تقصيره بالحسنى “.

مشيرا في هذا الصدد إلى ” أن النبي ﷺ حافظ على مجتمع المدينة وفيه المنافقون واليهود وضعاف الإيمان ومرضى القلوب وفيه المهاجرون والأنصار ! ” .

كما أنه ﷺ قال في الرجل الذي جُلد في شرب الخمر أربع مرات فلعنه بعض الصحابة : لا تلعنوه إنه يحب الله ورسوله.