كشف المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف ” اعتدال ” ، عن العوامل التي تعزز الفكر المتطرف حتى تجعله في آخر المطاف فكراً عنيفاً، مشيراً إلى أن أبرز هذه العوامل هي المظلومية ثم العقيدة المتطرفة ثم في نهاية المطاف العمليات الإرهابية.

وأشار المركز إلى أن أولى المراحل هي تعزيز الشعور بالمظلومية والتأجيج، وفيها ترفع التنظيمات المتطرفة عدة شعارات، منها أن الإسلام مستهدف وأن الحكومات فاسدة وأن الحقوق منتهكة وأن الاستبداد قد انتشر، وذلك قبل الانتقال للمرحلة الثانية وهي بناء العقيدة المتطرفة، وفي المرحلة الثانية، تبدأ تلك التنظيمات بالحث على أعمال العنف والإرهاب بنشر دعوات لتغيير الواقع السياسي والتحريض على المشاركة بمناطق الصراع وترسيخ القتال على أنه جهاد، بعد ذلك، تنتقل تلك التنظيمات بأتباعها إلى المرحلة الثالثة والأخطر، وذلك بترسيخ قناعة تنفيذ الأعمال الإرهابية لدى الأشخاص، وذلك بالتحريض المباشر والدعوة لتنفيذ عمليات إرهابية وإطلاق التكفير المباشر.

وأوضح ” اعتدال ” أنه مما يساهم في بناء الفكر المتطرف، محتوى يُنظّر الوقائع بإسقاط الأدلة عليها بطريقة محرّفة، ثم يُحاكيها في ذات الوقت بخطة تنفيذية استقطابيّة، وذلك عن طريق بناء الفكر المتطرف استناداً على أدلة محرفة، وتجهيز خطة تنفيذية للاستقطاب والشروع في العمل الإرهابي.

كما تلجأ التنظيمات المتطرفة للعمل على مشروع يُسمى حماية دائرة العقل المتطرف، لضمان استمراريته في تطرفه، وذلك عن طريق إضعاف الجهود المبذولة العاملة على نشر التعايش والتسامح ونبذ الكراهية، وتحريك الرأي العام إعلاميا تجاه القضايا الفكرية بما يخدم العملية الإنتاجية للفكر المتطرف.

وبحسب ” اعتدال ” ، فإن الفكر المتطرف يصعب التنبؤ بمستقبله لوجود عمليات تحريض متعددة الأشكال، منها نقد الواقع السياسي والدعوة لتغييره، التحريض على الحكومات، ترسيخ ذهنية الخلافة، الهجوم على النظام العالمي، استهداف شبكات التواصل لكسب التعاطف عبر التحريض الطائفي، طرح الشبهات الدينية الفكرية، التشويش على الانتماءات الوطنية بمفهوم عالمية الإسلام.